المريسيع (1).
3 - إننا لا يمكن أن نصدق أن يأتي أبوها. الذي كان قد حشد تلك الحشود، ويكلم النبي (ص) بهذا الأسلوب الجاف، الممتلئ بالعنجهية.
4 - إنه إذا كان الروايات المتقدمة في أول هذا الفصل قد صرحت بأن جميع بني المصطلق قد أسروا، ولم يفلت منهم أحد، فلا معنى لقولهم: إن أباها قدم على النبي (ص) بعد ذلك، وفدى ابنته. ثم تزوجها النبي (ص). أو أنه وجد ابنته قد تزوجت النبي (ص)، فطلب منه أن يطلق سراحها. وانجر الأمر إلى تخييرها، فاختارت الله ورسوله. إلا أن يكون قد أطلق في من أطلق فذهب، ثم عاد: أو أنه لم يكن في جملة الأسرى ولا القتلى، بل كان تمكن من النجاة بنفسه.
5 - إنه إذا كان قد وجد ابنته معتقة ومتزوجة من رسول الله (ص)، فلا معنى لأن يقول له: ابنتي لا يسبى مثلها. بعد أن زالت عنها آثار السبي. بالعتق، وبالزواج من أعظم رجل شرفا، وسؤددا وشأنا في الجزيرة العربية، بل وفي العالم بأسره.
6 - قد ذكرت الروايات المتقدمة: أن الحارث بن أبي ضرار قد أسلم مع ابنين له.
فما معنى أن يخير بعد هذا ابنته جويرية بين الإسلام والشرك، لا سيما وأنها كانت قد تزوجته (ص) وآمنت به وآمن به أبوها وأخواها. فلا يعقل: بعد هذا أن يطرح أبوها مع النبي ومعها موضوع الانفصال عنه (ص)، والالتحاق بأبيها.