بالنسبة إلى جميع زوجاته صلى الله عليه وآله وسلم، حيث كانت تغار منهن، وتحسدهن، وتكرههن، وتدبر في الخفاء للكيد لهن. كما دلت عليه النصوص التاريخية والحديثية المتضافرة والمتواترة.
كما أننا لا ننكر على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أن يتزوج المرأة ذات الجمال، فإن ذلك هو ما تقتضيه الجبلة الإنسانية:
ويدعو إليه الذوق السليم، والطبع السوي، وهو أيضا ما حبذته نصوص الشريعة الإلهية السمحة.
إلا أننا ننكر على عائشة أن تفكر هي أو غيرها: أن الجمال والجمال فقط هو المعيار والفيصل في إقدام النبي (ص) أو إحجامه في هذا المجال. فإنه هو نفسه صلى الله عليه وآله قد ذكر، أن ثمة معايير أخرى إسلامية وإنسانية هي التي تتحكم في القرار الحاسم في أمر الزواج.
والذي يظهر لنا هو أن عائشة - كما يظهر في موارد كثيرة - كانت تنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكأنه رجل عادي جدا، تستخفه فتأسره مسحة جمال عارضة، وينشد وينجذب إليها، دون اختيار، فتفرض عليه موقفا هنا، وتصرفها هناك، تماما كما هو الحال بالنسبة لأي مراهق ناشئ، تثيره غرائزه، وتسيطر عليه أهواؤه وشهواته.
وحاشا نبي الإسلام الأعظم صلى الله عليه وسلم أن تصدق فيه ظنون عائشة وأوهامها، وهو النبي المعصوم، الذي لا شك في طهارته، ونبله، وكبر عقله، وبعد نظره، وعزوفه عن الدنيا، بكل ما فيها من زبارج وبهارج ومغريات. لا سيما وأنه يقترب من سن الستين، الذي يكون فيه حتى الإنسان العادي قد تجاوز سن المراهقة، وبدأ يتجه نحو عقلنة طموحاته، والسيطرة عليها، فكيف بنبي الإسلام الأكرم صلى