ولسوف تكون هذه الخلاصة بمثابة عناوين عامة، وكليات لن يغني الاطلاع عليها عن الاطلاع على التفاصيل، والمناقشات، والاستفادات، والتحليلات التي رأينا من المناسب التعرض لها، حسبما اقتضاه الحال، وسمحت به المناسبة.
وما نريد أن نلمح إليه هنا هو ما يلي:
إنه قد تقدم: أنه كان بين بني قريظة وبين رسول الله (ص) عهد فنقضوه، فأرسل رسول لله (ص) سعد بن معاذ وآخرين إليهم، لاستطلاع الامر، فحاول سعد إقناعهم بالتخلي عن فكرة نقض العهد، فسمع منهم ما يكره. ولم يزدهم ذلك إلا استكبارا وإصرارا.
فلما انقضى شأن الأحزاب في الخندق، بالهزيمة الذليلة، بعد قتل فارسهم عمرو بن عبد ود، ومن عبر الخندق معه. عاد النبي (ص) والمسلمون إلى المدينة، فجاءه جبرئيل فورا، وأمره بالمسير إلى بني قريظة. وكان (ص) - على ما هو الاظهر - حينئذ في بيت فاطمة عليها السلام فدعا صلى الله عليه وآله وسلم عليا (ع)، وأمره بالتقدم إلى بني قريظة في مجموعة من المسلمين. ففعل.
ثم أمر (ص) المسلمين بأن لا يصلوا العصر، أو الظهر - على ما هو الأرجح - إلا في بني قريظة.
وسار (ص) على حمار عري، يقال له: يعفور، حتى نزل على بئر لبني قريظة، يقال له: بئر " أنا " بأسفل حرة بني قريظة، وتلاحق به الناس.
وجاء المسلمون أرسالا، ووصل بعضهم بعد العشاء الآخرة.
ومنهم من لم يكن قد صلى الظهر أو العصر - بعد.
وحاصر المسلمون بني قريظة أشد الحصر - ودعاهم صلى الله