الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ١١ - الصفحة ١٠٨
يعرضونه للقتل؟ ولماذا يهرب؟ وهو لم يفعل ما يستحق به ذلك، ولماذا لا يعتمد على سماحة الإسلام وعفوه وكرمه؟ وهو يعلم أن الإسلام لا يأخذ البرئ بذنب المسئ؟ ولماذا يحتاج إلى تدخل إلهي لإنجائه حتى قال النبي ذاك رجل نجاه الله بوفائه. وهل كل (ص) عازما على قتله، مع علمه بوفائه، ثم نجاه الله منه؟!
وثالثا: هل يمكن إفلات أحد من أيدي حراسه دون أن يشعروا به، مع أنهم قدموه ليقتلوه؟!
فهل هو من نوع الجن أو الملائكة، الذين يمكنهم إخفاء أنفسهم والانفلات دون أن يشعر بهم أحد، حتى في هذه اللحظات العصيبة والحساسة، ومع اجتماع الناس لأجل ذلك.
ورابعا: إن حديث إفساح محمد بن مسلمة له المجال لينفلت ويذهب إلى المسجد ليبيت فيه، ثم ذهب.. ينافي حديث ربطه مع قومه، وتقديمه للقتل، ولا ندري كيف نفسر هذا التصرف من محمد بن مسلمة، إذ لماذا لا يراجع فيه ابن مسلمة النبي (ص)، ويستأمره في شأنه بل تصرف من عند نفسه، حتى لا يحرمه الله إقالة عثرات الكرام؟
وإذا كان عمرو بن سعدي لم يدخل مع قومه في الغدر، فأي عثرة له يريد محمد بن مسلمة أن يقيلها؟!
خامسا: ظاهر كلام البعض: أن ابن سعدى قد فر عن قومه، ولم يعلم أين وقع (1)، ومعنى ذلك: أنه لم يؤسر، ولم يوثق، ولم يهرب من رمته، ولا حين تقديمه إلى القتل.
ونتيجة لما تقدم نقول:

(1) العبر وديوان المبتدأ والخبر ج 2 ص 31 وراجع: جوامع السيرة النبوية ص 154.
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست