منازلهم " (1).
وأما منازل بني خطمة، فإن المطري يقول: إنها قرب مسجد الشمس بالعوالي (2).
لكن السمهودي قد رد على ذلك بقوله: " والأظهر عندنا: أنهم بقرب الماجشونية، لقول ابن شبة في سيل بطحان: إنه يصب في جفاف، ويمر فيه، حتى يفضي إلى فضاء بني خطمة، والأغرس، وقوله في مذينب: إنه يلتقي هو وسيل بني قريظة بالمشارف، فضاء بني خطمة.
وسيأتي: أن ذلك عند تنور النورة، الذي في شامي الماجشونية. وقد رأيت آثار القرية والآطام هناك " (3).
إذا عرفت هذا فإننا نقول:
إن الرواية هي الصحيحة، وإن شعر حسان هو الذي تعرض للتلاعب العفوي أو المتعمد: وذلك لأن الرواية قد صرحت - كما صرح غيرها - بأن فضاء بني خطمة ملاصق للمواقع المحاصرة، لأن السهام كانت قد نالت القبة التي ضربها النبي " صلى الله عليه وآله " في أقصى بني خطمة. وقد كان بنو خطمة قرب بني النضير لا قرب بني قريظة.. وكان الفاصل بين قريظة والنضير شاسع جدا، فقد كان بنو قريظة جنوبي المدينة شرقي مسجد قباء، ومسجد الشمس، في الطرف القبلي للحرة الشرقية.
أما بنو النضير، فقد كانوا شرقي المدينة المتمايل إلى جهة الشام شمالا..
ونحن في مقام التدليل على هذين الأمرين: أعني بعد قريظة عن