على مستوى دقتهم واستيعابهم لسائر الخصوصيات التي يكون الوقوف عليها مفيدا بل وضروريا في كثير من الأحيان هذا كله لو فرض ان هؤلاء النقلة على درجة من الحيطة الدينية والورع والصفاء والوفاء وقد لا يكون الكثيرون منهم كذلك بالفعل 4 - قد لاحظنا ان النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قد دخل مع جابر بأسلوب رضي وسليم - إلى حياته الخاصة بل والى أعماقها فعرف السر الذي لأجله أقدم جابر على التزوج بمرأة أثيب وعرف ما يعاني منه جابر من ضغط الظروف وما يتحمله من مسؤولية نجمت عن فقد أبيه ووجود اخوته السبع ثم عرف أيضا ان جابرا لا يملك شيئا متن النمارق أو غيرها مما يتنعم به المتنعمون ثم إنه (ص) لم يترك توصية لجابر بأن يعمل عملا كيسا ويتسم بالعقلانية والتدبير كما أنه قد افسخ في آماله وطموحاته حينما اخبره ان حالته لسوف تغير وتتحسن من الناحية المعيشية ولسوف يملك حتى النمارق في المستقبل وما عليه من أجل الحصول على ذلك والوصول إليه الا ان يعمل عملا كيسا 5 - ان عرض النبي على جابر شراء بعيرة بطريقة فيها نوع من المداعبة له ليفتح قلبه وليسقط حواجز الرهبة لديه انما أراد ان يجعل احداث تغير أساسي فيها - ولكن بطريقة لا تبقي مجالا للتساؤل ولا الاعتراض من أحد بسم الله بخلاف ما لو بادر إلى تقديم هذا المال إلى جابر دون مبرر ظاهر.
(٣٣٦)