قال لها ألم ترى قومك يعنى قريشا حين بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين عجزت بهم النفقة لولا حدثان قومك بالجاهلية أي قرب عهدهم بها أي وفي لفظ لولا الناس حديثو عهد الجاهلية أي قريب عهدهم بها أي وفي لفظ لولا الناس حديثو عهد بكفر وليس عندي من النفقة ما يقوى على بنائها لهدمتها وجعلت لها خلفا أي بابا من خلفها أي وفي لفظ لجعلت لها بابا يدخل منه وبابا بحياله يخرج الناس منه وفي لفظ وجعلت لها بابين بابا شرقيا وبابا غربيا وألصقت بابها الأرض أي كما كان عليه في زمن إبراهيم ولأدخلت الحجر فيها أي وفي رواية لأدخلت نحو ستة أذرع وفي رواية ستة أذرع وشيئا وفي رواية وشبرا وفي رواية قريبا من سبعة أذرع فقد اضطربت الروايات في القدر الذي أخرجته قريش وفي لفظ لأدخلت فيها ما أخرج منها وفي لفظ لجعلتها على أساس إبراهيم وأزيد أي بأن أزيد في الكعبة من الحجر أي ذلك ما أخرجته قريش خشي صلى الله عليه وسلم أن تنكر قلوبهم هدم بنائهم الذي يعدونه من أكمل شرفهم فربما حصل لهم الإرتداد عن الإسلام وقد ذكر بعضهم أن كل من بنى الكعبة بعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام لم يبنها إلا على قواعد إبراهيم غير أن قريشا ضاقت بهم النفقة أي الحلال الحديث وهذا بناء على أن من بعد إبراهيم وقبل قريش بناها كلها وليس كذلك بل الحاصل منهم إنما هو ترميم لها فقوله لم يبنها إلا على قواعد إبراهيم ليس على ظاهره بل المراد أنه أبقاها على ذلك قال وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال لعبد الله دع بناء وأحجارا أسلم عليها المسلمون وبعث عليها النبي صلى الله عليه وسلم أي فإنه يوشك أن يأتي بعدك من يهدمها فلا يزال يهدم ويبنى فيتهاون الناس بحرمتها ولكن ارفعها أي رمها فقال عبد الله إني مستخير ربي ثلاثا ثم عازم على أمري فلما مضى الثلاث أجمع أمره على أن ينقضها فتحاماها الناس وخشوا أن ينزل بأول الناس يقصدها أمر من السماء حتى صعدها رجل فألقى منها حجارة فلم ير الناس أصابه شيء فتابعوه أي وقيل أول فاعل لذلك عبد الله بن الزبير نفسه رضي الله تعالى عنه وخرج ناس كثير من مكة إلى منى ومنهم ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فأقاموا بها ثلاثا مخافة أن
(٢٧٥)