1 - إنه قد تقدم ما يدل على أن إسلام أبي بكر قد كان بعد الخروج من دار الأرقم، وبعد اشتداد الامر بين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقريش، وقيام أبي طالب دونه ينافح عنه ويكافح. وهؤلاء قد أسلم أكثرهم قبل ذلك، وذلك لأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل نزول قوله تعالى:
(وانذر عشيرتك الأقربين) لم يكن مأمورا بدعوة أحد. بل كان من يسلم إنما يسلم باختياره. ثم أمر (صلى الله عليه وآله وسلم) بدعوة عشيرته، ثم أمر بإنذار أم القرى ومن حولها، حتى انتهى الامر بإنذار كافة الناس.
ولكنه (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أسلم معه من أسلم وخشي حصول بعض الصدامات لهم مع قريش اختار دار الأرقم ليصلي أصحابه فيها، وبعد شهر أعلن بالامر، فلم تكن هناك سرية في دار الأرقم بالمعنى الدقيق للكلمة.
وأما الذين أسلموا قبل المواجهة مع قريش، فنذكر منهم:
زيد بن حارثة الذي أسلم ثانيا، وفي نفس الوقت أسلم خالد بن سعيد بن العاص، وسعد بن أبي وقاص، وعمرو بن عبسة، وعتبة بن غزوان، ومصعب بن عمير (1) أما الأرقم ابن أبي الأرقم فكان سابعا (2)، وقصة إسلام أبي ذر معروفة، وكان إسلامه على يد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه، وعلي هو الواسطة، وسيأتي ذلك بعد صفحات يسيرة.
ومن الأولين أيضا: جعفر بن أبي طالب، وبلال، وخباب بن الأرت، والزبير بن العوام، وكل هؤلاء أسلم قبل أبي بكر - على حد تعبير الإسكافي في نقض العثمانية (3)، ويرى المقدسي: أن الزبير أسلم رابعا،