مبحث ولادته عليه السلام.
2 - قد ذكر غير واحد: ان البلوغ قد حدد بعد الهجرة، اي في غزوة الخندق، في قضية رد ابن عمر وقبوله في الغزو. اما قبل ذلك فقد كان المعتمد هو التمييز والإدراك (1)، وعليه يدور مدار التكليف، والدعوة إلى الاسلام والايمان وعدمه.
ولولا أن أمير المؤمنين عليه السلام كان في مستوى الاسلام والايمان، لم يقدم النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) على دعوته إلى الاسلام، ثم قبوله منه. والا لكان ذلك سفها، ولا يمكن صدور السفه من الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم).
3 - بل اننا نستطيع ان نستفيد من دعوته إلى الاسلام وهو صبي امتيازا له خاصا، يؤهله لان يكون هو الوصي له (صلى الله عليه وآله وسلم)، أوليس قد تكلم عيسى في المهد صبيا. ويحيى أيضا قد أوتي الحكم صبيا كما نص عليه القرآن؟
4 - وأيضا، لو كان الامر كما ذكروه، فلا يبقى معنى لقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عنه: إنه أول من أسلم، أو: أولكم إسلاما، فإن معنى ذلك هو أن أوليته بالنسبة إلى النساء والرجال والعبيد والأحرار على حد سواء.
5 - وأخيرا، فإن هذا الورع المصطنع لم يوجد إلا عند هؤلاء المتأخرين، ولم نجد أحدا واجه احتجاج أمير المؤمنين والصحابة والتابعين بحجة من هذا القبيل، ولعله لم يكن لديهم ورع يبلغ ورع هؤلاء الغيارى على أبي بكر وعلى فضائله!!.