وإذن، فليس غريبا أن نجد ملامح هذه القصة موجودة في العهدين، فقد جاء في الكتابين الذين يطلق عليهما اسما التوراة والإنجيل: أن دانيال خاف وخر على وجهه، وزكريا اضطرب، ووقع عليه الخوف، ويوحنا سقط في رؤياه كميت، وعيسى تغيرت هيئة وجهه، وبطرس حصلت له غيبوبة واغماء، وهكذا الحال بالنسبة ليعقوب وإبراهيم وغيرهم (1).
ولكن ذلك لا يعني: أننا ننكر ثقل الوحي عليه (ص): فان ذلك بحث آخر (2). ولكننا ننكر اضطرابه وخوفه (ص)، حتى أراد أن يتردى من شواهق الجبال، وخاف على نفسه الجنون. وننكر ما فعله به جبرئيل، حسب ما ذكرته الروايات المتقدمة، فان الظاهر أن ذلك قد تسرب من قبل أهل الكتاب إلى المحدثين الأتقياء. أو فقل: الأغبياء! الأشقياء، كما هو الحال في كثير من نظائر المقام، حسبما يظهر للناقد البصير، والمتتبع الخبير.
4 - انك تجد في العهدين أن الشيطان يتصرف بالأنبياء وغيرهم حتى بابن الاله بزعمهم فيقولون: إن الروح أصعد المسيح إلى البرية أربعين يوما ليجرب من قبل إبليس، فأصعده الشيطان إلى جبل عال، وأراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان، وقال له: أعطيك هذا السلطان كله واسجد لي إلخ. (3).
وقال في موضع آخر: ولما أكمل إبليس كل تجربة (أي مع