رسول الله، بعد أن عرض دعوته عليهم (1).
كما ويعرض الاسلام على كندة، فيأبونه، فيستدل بعضهم على صدق هذا النبي بأن اليهود قد قالوا: إنه سوف يظهر نبي من الحرم قد أظل زمانه (2) واسلام أهل المدينة كان في مبدئه مستندا إلى نظير هذه الحجة، كما أشرنا، وسنشير إليه إن شاء الله تعالى (3).
وعن ابن عباس، قال: (كان هذا الحي من الأنصار - وهم أهل وثن - مع هذا الحي من اليهود، وهم أهل كتاب، فكانوا يرون لهم فضلا عليهم في العلم. وكانوا يقتدون بكثير من فعلهم (4).
وقد أسلم وفد أهل الحيرة، وكعب بن عدي، فلما توفي (صلى الله عليه وآله وسلم) ارتابوا، فثبت كعب على الاسلام، قال: ثم خرجت أريد المدينة، فمررت براهب كنا لا نقطع أمرا دونه (5). إلى آخر كلامه، الذي ذكر فيه حصول اليقين له، بسبب كلام الراهب.
وليلاحظ بدقة قوله: (كنا لا نقطع أمرا دونه)!
وأيضا، فقد تقدم في الفصل الأول من هذا الجزء وسيأتي (6): أن