كما يعرفون أبناءهم، وان فريقا منهم ليكتمون الحق، وهم يعلمون (١)).
وقال تعالى: (الذين يتبعون النبي الأمي، الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل، يأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات (٢)).
ولو أن أهل الكتاب كان يمكنهم اثبات خلاف هذا النص القرآني، لبادروا إليه، ولما عرضوا أنفسهم للحروب والبلايا، في سعيهم الدائب لاطفاء نور الله، هم ومشركوا مكة، الذين كانوا يتعاونون معهم تعاونا وثيقا.
بل إن أهل الكتاب أنفسهم كانوا يتوعدون العرب، ويقولون لهم: ﴿ليخرجن نبي، فيكسرن أصنامكم، فلما خرج رسول الله كفروا به.) ويقول مغلطاي: إنه لما شاع قبل ولادته: أن نبيا اسمه محمد، هذا إبان ظهوره، سمى جماعة أبناءهم محمدا، رجاء أن يكون هو، منهم محمد بن سفيان بن مجاشع إلخ. ثم عد جماعة من المسمين بهذا الاسم﴾ (1).
ولما دعا رسول الاسلام بعض المدنيين - قبل الهجرة - إلى الاسلام، قال بعضهم لبعض: يا قوم، إن هذا الذي كانت اليهود يدعوننا به، أن يخرج في آخر الزمان، وكانت اليهود إذا كان بينهم شئ، قالوا:
(إننا ننتظر نبيا يبعث الان يقتلكم قتل عاد وثمود، فنتبعه، ونظهر عليكم معه الخ (5)).