التي واجهوها، إبان اضطهاد قريش وحصارها الاقتصادي لهم.
ومما يدل على أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يتولى الانفاق على المسلمين، من أموال خديجة وأبي طالب (1) قول أسماء بنت عميس لعمر (2) حين عيرها بأنه سبقها بالهجرة، وإنها حبشية حجرية - على ما نقل عن صحيح مسلم وغيره - قالت له: (كنتم مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم (3)).
وأخيرا، فيجب أن لا ننسى دور وصي وأخي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، أمير المؤمنين (عليه السلام)، حسبما سيظهر إن شاء الله - ولو بنحو محدود - في مطاوي هذه السيرة العطرة.
نعم لقد كان لكل ذلك دور هام في حفظ الدعوة، وانتصارها، وانتشارها، كما لا يخفى على الناقد البصير، والمتتبع الخبير.
وثمة أسباب أخرى قد ساعدت على ظهور الاسلام، وانتشاره، وانتصاره، يمكن استجلاء بعضها من مطاوي التاريخ الاسلامي.
ونحن نكتفي هنا بهذا القدر، لنوفر الفرصة لعرض حياة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد البعثة، وبشكل موجز وواضح قدر الامكان.