وثبت على الزمان به * فعاد به وقد وثبا ولو عاد الزمان لنا * لعاد به أخا حدبا وكتب إليه اما والله لو امنت ودك لقلت ولكني أخاف منك عتبا لا تنصفني فيه واخشى من نفسي لائمة لا تحتملها لي وما قدر فهو كائن عن كل حادثة أحدوثة وما استبدلت بحالة كنت فيها مغتبطا حالا انا في مكروهها وألمها أشد علي من اني فزعت إلى ناصري عند ظلم لحقني فوجدت من ظلمني أخف نيه في ظلمي منه واحمد الله كثيرا وكتب تحتها:
وكنت أخي باخاء الزمان * فلما نبا صرت حربا عوانا وكنت أذم إليك الزمان * فأصبحت فيك أذم الزمانا وكنت أعدك للنائبات * فها انا اطلب منك الأمانا وكتب إليه أيضا:
من رأى في المنام مثل أخ لي * كان عوني على الزمان وخلي رفعت حاله فحاول حطي * وأبى ان يعز الا بذلي وكتب إليه يستعطفه:
فهبني مسيئا مثلما قلت ظالما * فعفوا جميلا كي يكون لك الفضل فإن لم أكن للعفو منك لسوء ما * جنيت به أهلا فأنت له أهل ثم وقف الواثق على تحامله عليه فرفع يده عنه وأمره ان يقبل منه ما رفعه ويرد إلى الحضرة مصونا فبسط إبراهيم لسانه في ابن الزيات وهجاه هجاء كثيرا فمنه قوله:
قدرت فلم تضرر عدوا بقدرة * وسمت بها اخوانك الذل والرغما وكنت مليا بالتي قد يعافها * من الناس من يأبى الدنية والذما وقوله:
أبا جعفر خف خفضة بعد رفعة * وقصر قليلا عن مدى غلوائكا فان كنت قد أوتيت عزا ورفعة * فان رجائي في غد كرجائكا وقوله:
دعوتك في بلوى المت صروفها * فأوقدت من ضغن علي سعيرها واني إذا أدعوك عند ملمة * كداعية بين القبور نصيرها وله في ابن الزيات:
يصبح أعداؤه على ثقة * منه واخوانه على وجل تذللا للعدو عن ضعة * وصولة بالصديق عن نغل ومن قوله في ابن الزيات:
إن كان رزقي عليك فارم به * في ما صفى حبه على رصد كذا لو كنت حرا كما زعمت وقد * كررتني بالمطال لم أعد لكنني عدت ثم عدت فان * عدت إلى مثلها إذا فعد اعتقني سوء ما أتيت من الرق * فيا بردها على كبدي فصرت عبدا للسوء فيك وما * أحسن سوء قبلي إلى أحد وله فيه:
وقائل لا ابدا * ان جد أو ان هزلا فهو إذ اضطر إلى * قول نعم قال بلى تعودا منه لما * ضن بلى من قول لا ولما مات ابن الزيات قال إبراهيم:
لما اتاني خبر الزيات * وانه قد عد في الأموات أيقنت ان موته حياتي ولما انحرف ابن الزيات عن إبراهيم تحاماه الناس ان يلقوه وكان الحارث المغني صديقا له فهجره فيمن هجره فكتب إليه إبراهيم:
تغير لي فيمن تغير حارث * وكم من أخ قد غيرته الحوادث أ حارث ان شوركت فيك فطالما * غنينا فما بيني وبينك ثالث ودخل عليه ابن المدبر بعد خلاصه من النكبة مهنئا وكان استعان به في أمرها فقعد عنه وبلغه أنه كان يحرض عليه ابن الزيات فقال:
وكنت أخي بالدهر حتى إذا نبا * نبوت فلما عاد عدت مع الدهر فلا يوم اقبال عددتك طائلا * ولا يوم ادبار عددتك من وتر وما كنت الا مثل أحلام نائم * كلا حالتيك من وفاء ومن غدر وله فيه أيضا:
لو قيل لي خذ أمانا * من أعظم الحدثان لما أخذت أمانا * الا من الخلان ومر برجل يستثقله فسلم عليه فقال لبعض من معه انه جرمي فقال له ما كان عندي الا انه من أهل السواد فضحك إبراهيم وقال انما أردت قول الشاعر:
يسائل عن أخي جرم * ثقيل والذي خلقه ورفع أحمد بن المدبر على بعض عمال إبراهيم فحضر إبراهيم دار المتوكل فرأى هلال الشهر على وجهه ودعا له وضحك فقال له ابن المدبر رفع على عاملك كذا وكذا فاصدقني عنه قال فضاقت علي الحجة فعدلت إلى الحيلة فقلت انا في هذا يا أمير المؤمنين كما قلت فيك:
رد قولي وصدق الأقوالا * وأطاع الوشاة والعذالا أ تراه يكون شهر صدود * وعلى وجهه رأيت الهلالا فقال لا يكون ذلك والله ابدا والتفت إلى الوزير وقال له كيف تقبل في المال قول صاحبه وقال وهب بن سليمان بن وهب كنت اكتب لإبراهيم بن العباس على ديوان الضياع وكان رجلا بليغا ولم يكن له في الخراج تقدم وكان بينه وبين أحمد بن المدبر تباعد وكان احمد مقدما في الكتابة فقال للمتوكل قلدت إبراهيم ديوان الضياع وهو لا يحسن قليلا ولا كثيرا وطعن عليه طعنا قبيحا فقال غدا أجمع بينكما وأيقن إبراهيم بحلول المكروه لأنه لا يفي بابن المدبر في صناعته وحضرا فقال المتوكل لابن المدبر قد حضر إبراهيم فهات أذكر ما كنت فيه أمس فقال إنه لا يعرف أسماء عماله ولا يعلم ما في دساترهم ولا يعلم أسماء النواحي التي تقلدها وقد اقتطع صاحبه بناحية كذا وكذا ألفا واختلت عمارة ناحية كذا وأطال في هذه الأمور فقال المتوكل لإبراهيم ما سكوتك فقال جوابي في بيتين قلتهما وانشد البيتين فقال المتوكل زه زه أحسنت ائتوني بمن يعمل في هذا الحنا ودعونا من فضول ابن المدبر واخلعوا على إبراهيم ففعلوا وانصرف إبراهيم إلى منزله