وقال في السنة نفسها من قصيدة:
حيدر صنو أحمد من براه * ربه للأنام من لألائه من إذا هجته تلفت حذرا * منه شخص الزمان خوف لقائه وإذا هجته ترنح شوقا * للوغى والردى بحد مضائه نشر العلم والفضيلة طرا * في صلاح الزمان في أبنائه سائق البغي للدمار وحامي * بيضة الدين من أكف عدائه فارس الكون من كشبل علي * دوخ الدهر في عظيم بلائه مفردا والعراق أقبل سيلا * من جيوش تسد ثغر فضائه فثنى السبط منه عزم كفاح * يرجف الأرض في ربى صحرائه وأثار الورى ضروسا فماجت * بالنجيع المراق من خصمائه طرفه الفلك واللواء شراع * والحسام المجداف في دأمائه صرخ السبط في الضلال فدوى * في عمود الزمان رجع ندائه موقف حير العقول وألوى * بنفوس تطيش من دهيائه بذل النفس والنفيس فماتت * أمة البغي واهتدى كل تائه وسرى موكب الهدى مطمئنا * يبسم النصر في بياض سرائه حادث أرجف البسيطة حزنا * وترامت مصائب من جرائه غمر الناس منه فيض دماء * وأطاش العقول في كربلائه كبر الكون من أسى وتهاوت * عنه أفلاكه إلى بطحائه وقال وأرسلها إلى مرجع عصره السيد أبو الحسن الإصفهاني في النجف الأشرف:
يا درة الدنيا التي أم العلى * عقدتك فوق جبينها إكليلا ماذا أقول بمدح ذاتك انني * لا أستطيع لمدحها تفصيلا يا واحد الدنيو من إفضاله * تركته فوق النيرين نزيلا يا من بكل فضيلة هو احمد * للشرع أضحى حاميا وكفيلا ولانت قطب رحى المعارف والهدى * واحق من في ذا الورى تفضيلا وقال وهو في النجف الأشرف راثيا الشيخ حسين مغنية سنة 1359 وأرسلها إلى جبل عامل:
جبت لعاملة المنون سناما * فطوت ولكن مجدها البساما وهوت حصون العلم لما ان هوى * عنها (الحسين) دعامة وقواما يا واحد الدنيا طوتك ملمة * فطوت بك الآمال والأحلاما ما ذا أقول مؤبنا أفلست من * خضع الزمان لقدره اعظاما وعلوت آفاق العلا حتى علت * قدماك من هذا الزمان الهاما حتى إذا مد الردى لك كفه * فرمى من الدين الحنيف دعاما وهوى صريعا شرع طه حينما * صرف الزمان سقاك منه الجاما واطار قلب المكرمات أسى وقد * ترك الدموع دما عليك سجاما وانهار صرح العلم بعدك وانطفى * مصباحه فغدا النهار ظلاما يا مخرس الفصحاء أعظم حسرة * في النفس انك لا تطيق كلاما كنا برشدك نستضئ إلى الهدى * مذ كنت فينا سيدا وإماما رحماك قد حل المصاب و أصبحت * قطع الأسى فوق النفوس ركاما خطب له في قطر " عامل " صرخة * هز " العراق " دويها " والشاما " خطب دهى النجف الشريف وراح في * أقطار يعرب يبعث الآلاما ابكى بك الدين الحنيف وانما * ابكى الابا والحزم والاقداما عجبا لشخصك كيف غيبه الثرى * أم كيف يلثم ثغرك البساما أفلست من بلغ السماء بشأوه * حتى وطات من السماك الهاما واروك لكن في القلوب وانما * واروا بك الايمان والاسلاما وقال يرثي الحسين (عليه السلام) من قصيدة:
بأبي الألى في الغاضرية صرعوا * وقضوا حقوقا للعلى وديونا بأبي الألى باعوا النفوس وارخصوا * من سعرها دون الحسين ثمينا بذلوا نفوسهم لديه وانما * كل غدا في بذلها مفتونا فغدا ابن حيدرة وحيدا لم يجد * الا الصوارم والسنان معينا وتدفقت كالسيل آل أمية * كي تشفين من الحسين ضغونا وعدوا عليه فغاص في أوساطهم * فردا وأوقدها هناك زبونا واثارها حربا وأدمى منهم * قلبا ولف على اليسار يمينا فبكفه ذات الفقار قد اغتدى * في حده الموت الزؤام كمينا وأدار أرحية الطعان وهزها * حربا وحكم في الرقاب منونا مستنصرا بهم فلم ير ناصرا * إلا الحسام وصحبه السبعينا فسطا بفتيته الكماة وأوقدوا * حربا على أهل الضلال زبونا صيد نضوا بيض الخدود فضرجوا * بدم الطلى للمرهفات جبينا وعدت خيولهم فخيم قسطل * فغدا لهم يوم الكفاح عرينا شرعوا العوامل وهي ظامية الحشا * فهوت على مهج العداة منونا حتى إذا حكم القضاء ترجلوا للموت: ثم مضرجا وطعينا حقنت دم الكفار آل أمية * ودم ابن طه لم يكن محقونا مثل الحسين يرى شريدا خائفا * ويزيد ينعم في القصور أمينا واتت عقيلة خدرها ابنة فاطم * تبكي أخاها لوعة وشجونا وشكت فقطعت القلوب وللاسى * وقع يهز الراسيات حنينا أ أخي يا أملي ومعتصمي ومن * قد كان خدري في حماه مصونا غادرتنا وذهبت عنا نائيا * من ذا إذا بعد النوى يحمينا ورنت إلى نحو الغري بطرفها * والزرء فت فؤادها المحزونا ودعت أباها المرتضى واستنجدت * فيه فاعطت للصخور اللينا يا ليت شخصك حاضر ما بيننا * لترى بناتك للسباء ولينا فسروا بنا فوق المطايا حسرا * نطوي سهولا في الفلا وحزونا ان نبك من ذل السبا قرعوا لنا * رأسا وان نشك العنا نهرونا الله ما فعلته آل أمية * في الطف كل رزية ينسينا خطب له السبع الطباق تجاوبت حزنا وأدمى للسماء عيونا يا وقعة هدمت مشيدا للهدى * وغدت سهام فصالها ترمينا ومضت تسير مع الزمان كأنما * أضحى صداها للزمان قرينا ذكرى نجددها اسى ونقلها * دمعا وتبقى أعصرا وقرونا وقال في أمير المؤمنين (عليه السلام):
يا صب حنانك لا تجر * رحماك فطرفي في سهر يا من أخلصت له في الحب * علام هجرت ولم تزر أقسمت بغيد ذي غنج * يصطاد بطرف منكسر وبمعقد تاج عسجده * من فوق محيا كالقمر اني اهواه على سقمي * واهيم به طول العمر