وتوفي سنة 1992 م كتب عنه السيد جودت القزويني (1) ما يلي:
هو السيد أحمد بن السيد حميد بن السيد صالح بن السيد مهدي الحسيني القزويني.
دخل بداية سنية الأولى (الكتاب) أو ما يسمى الدراسة عند (الملة)، وكان ذلك في مسجد آل القزويني القريب من دراهم، ودرس على يد أحد معلمي (الصبيان) وهو (أبو إحدبية الملا)، وبإشراف خاله السيد إبراهيم القزويني (المتوفى سنة 1978 م) الذي كان مراقبا عاما على الأطفال في هذا (المكتب).
وكان مركز (الكتاب) منظما على هيأة صفوف تحتوي على مقاعد دراسية.
وقد تعلم مبادئ القراءة والخط قبل أن ينتظم بالمدرسة الابتدائية وكانت في مدينة (طويريج) (2) مدرسة واحدة سميت بالمدرسة الابتدائية الأولى. وعند افتتاح الصف الثاني في المدرسة الابتدائية الثانية توسط مدير المدرسة لدى والده السيد حميد لينقل ولده أحمد إليها لكي يشجع نميره من التلاميذ للانتقال إليها.
وبعد إكمال المرحلة الابتدائية اضطر لإكمال دراسته لمرحلة المتوسطة في مدينة (الناصرية) حيث لم توجد مدرسة لمرحلة ما بعد الابتدائية في مدينته، فصحب خاله السيد كاظم القزويني المتوفي سنة 1396 (الذي عين سنة 1942 م مديرا لثانوية الناصرية) - للدراسة هناك، وبقي عامين دراسيين انتقل على إثرهما إلى الحلة عام 1945 م مع خاله الذي انتقل إليها مديرا لثانوية الحلة هذه المرة. لكنه فضل عدم مواصلة دراسته الرسمية والرجوع إلى مسقط رأسه، والإشراف على أملاك والده من الأراضي الزراعية.
وقد بدأت طموحاته تتفتح للحياة، وأخذ بفضل توجيه أبيه يكتب الشعر وينظمه حتى قوي عوده، وصلب.
وعند إجازة الأحزاب السياسية في العراق سنة 1947 م - 1948 م انتمى إلى حزب (الاستقلال) الذي كان يرأسه الشيخ مهدي كبة المتوفي سنة 1984، وهو لم يزل بعد في بداية سني شبابه، وربما كان ذلك بتأثير عمه السيد علي القزويني المتوفي في (16 حزيران سنة 1957 م)، الذي كان من مؤسسي حزب الاستقلال، وعضو الهيئة المركزية للحزب ومسؤول منطقة الفرات الأوسط يومذاك.
كانت مدينة (طويريج) في هذه المرحلة الزمنية مزدهرة بأعلام الأدب أمثال السيد محمد رضا الخطيب (3) والأستاذ إبراهيم الشيخ حسون، وغيرهم.
وكان مجلس آل القزويني عامرا بهم كل يوم. وكان (براني) هذه الدار مدرسة حقيقية لبعض الشباب المتطلع إلى الأدب والسياسة، فشب أحمد القزويني في مثل هذه الأجواء الملتهبة شعرا وأدبا وسياسة، وتألق بين أخدانه شاعرا مجدا، بدأ يشارك في الاحتفالات الدينية والسياسية التي يعقدها حزب الاستقلال في المناطق الفراتية حتى عرف بلقب شاعر (الاستقلال). ولعل في ديوانه المخطوط ما يؤرخ لكثير من أحداث هذه الفترة.
وفي سنة 1954 م عين أحمد القزويني رئيسا لبلدية الهندية. وقد اهتم في عمله بتحسين الظروف المعيشية لدى أبناء بلدته. وفي عهده تم إنشاء الجسر الحديدي للمدينة بدلا من الجسر الخشبي العائم وذلك عام 1955 م ليربط جانبي البلدة، كما يرجع له الفضل في إنشاء مشروع (الألسالة) الذي غطى المدينة، والقرى المجاورة بالماء.
وبقي في عمله حتى أواسط السبعينات الميلادية حيث نقل إلى مديرية بلديات الحلة. وأحيل على التقاعد عام 1982 م.
أدركت أحمد القزويني أوائل السبعينات الميلادية، وتوثقت صلتي به منذ عام 1972 حيث أصبحت شبه مؤهل لفهم طبيعة ذاته، وفنون شعره وأدبه، وأخذت أدرك ما لهذا الشخص من مكانة متميزة بين أفراد هذه الأسرة.
وبالرغم من ملكاته الذاتية، ومواهبه الأدبية، وصلاته الاجتماعية الواسعة إلا أن شهرته بقيت مقتصرة على وسطه، وقد اختفى شعره عن الأنظار، ولم يواصل النشر، ولا حتى التفكير بطبع نتاجه الأدبي، أو دراساته التي كتبها في أكثر من مجال.
وكان في تصرفاته متوازنا مع ذاته، محبا للناس، يعطي كل ذي موهبة حقه، محدثا لا يمل حديثه، وطريقا يبدع في مواطن الطرفة حتى لو كانت على نفسه، مع أدب واحتشام ومروءة. وأحفظ من نوادره، وفنه الاجتماعي كثيرا من الطرف والملح سجلت بعضها في ثنايا كتاب " الروض الخميل ".
فمن شعره ما نظمه في تخليد حادثة عزاء طويريج (4) التي سقط فيها أكثر من ثلاثين قتيلا على أحد أبواب مرقد الإمام أبي الشهداء:
ذكراك وهي مدى الزمان تخلد وأريج ذكرك عاطر يتجدد إيه أبا الشهدا ببابك فتية نالوا الشهادة في حماك فخلدوا سمعوا الندا يعلو ألا من ناصر عنا يذب غداة عز المنجد فأتتك أرواح لهم تهفوا على ذاك الضريح وعند بابك تسجد ما الموت أدرك من ببابك إنما موت الشهيد بيوم رزئك مولد!
ساهم أحمد القزويني بالكتابة الصحفية، وأخذ بنشر مقالاته ودراساته في الصحف العراقية، كما نشر كثيرا من شعره السياسي الذي حفلت به مرحلة