نحن دنيا الشروق... نحن حروف النور، آمالنا ربيع غضير غزلت ضوءنا الشموس فشدنا موئلا في الذرى رجته النسور وأقامت حدودنا في دروب النور، فانداح في ربانا النور حبنا منتهى الزمان فقري في مداه وللزمان ضمير!
وقال:
يا دفقة النور صباح الغد أنت وآمالي على موعد مقامنا عند احتضار الندى بين الضحى، والليل، والفرقد حشائش مفروشة، ههنا وههنا، فحيث شئت اقعدي والروض، حضن دافئ، والهوى وسادة من مهجتي، فارقدي ما أطول الليل الذي بيننا أواه، من مفرقة الأسود لو أنني املك ركب الضحى ولو تناولت الدجى في يدي قذفت بالليل وساعاته حتى يواري من طريق الغد كم موعد لي منك في خاطري يضيق، كالسقم، به عودي والموعد الحلو، على مره يحسدني في مره حسدي أ ليس بعد الملتقى فرقة وهل يكون الملتقى مسعدي كيف أروي العمر من لحظة يتيمة كالأبعد الأبعد!
النار في قلبي شبوب اللظى أنت لها برد فلا تبعدي إن نبترد، فاثنان في بردها أو نحترق فاثنان في الموقد فاقبلي فالعمر وقف على لقياك، يا أحلى من الموعد!
وقال من قصيدة بعنوان (في قرانا) ويقصد بها قرى جبل عامل:
كما جعل هذا العنوان لمجموعته الشعرية الوحيدة التي طبعت وكان منها هذه القصيدة:
في قرانا! يورق النور اشتهاء لقرانا!
كدسته الشمس أكواما على صحو ذرأنا...
كعروس، غرقت بالنور في جدول فضه وعلى خطوتها، تشهق في الأضلع نبضه والفتى نيسان يحتل على السهل، مكانا ورجال في سفوح المجد يبنون الزمانا في قرانا!...
في قرانا أزهر اللوز وفاح البيلسان واللهيب الأبيض، المزهو عرس في الجنان أشعلته أنمل الخالق زهرا يتلألأ والندى يشربه الفجر ويسقيه حلالا!
والفتى نيسان!
ضيفنا نيسان بالباب ربيع من جديد فافتحوا الأبواب للقادم في موكب عيد إنه يحمل أزرارا وشمسا، وظلالا وقوارير من العطر ورزقا، وغلالا والفتى الإنسان الاله المنتضي معوله في كل تله دمه المعروق ينساب شذى من كل افلة إنه الإنسان الاله المنكر الأصغر أو شبه الاله يحصد الموت ليبقى خالدا مجد الحياة ذاته حقل من الحب ومن زرع المنى فدعوا نيسان يختار مقيلا عندنا...
فالرفيقان على العهد أقاما مهرجانا في قرانا!...
في قرانا! عند مرمى الصوت من أرض المعاد مارق يفزعه أني حر في بلادي بدعة العشرين، عار الجيل لا يمحوه ماحي فتعالوا نغسل العار بمخضل الجراح والفتى نيسان!
عزمة مؤمنة تحرس في صف الجنود ضاحكا يسخر من أسطورة خلف الحدود إنه يحمل إيمانك