ولكن فضل الرحمن هذا * على ذا بالمنابر والسرير وبالملك العزيز فذا أمير * وماذا بالأمير ولا الوزير ونقص الشهر يخمد ذا وهذا * منير عند نقصان الشهور فيا ابن خليفة الله المصفى * به تعلو مفاخرة الفخور لئن فت الملوك وقد توافوا * إليك من السهولة والوعور لقد سبق الملوك أوك حتى * بقوا من بين كأب أو حسير وجئت وراءه تجرى حثيثا * وما بك حين تجرى من فتور فقال الناس ما هذان إلا * بمنزلة الخليق من الجدير لئن سبق الكبير فأهل سبق * له فضل الكبير على الصغير وإن بلغ الصغير مدى كبير * لقد خلق الصغير من الكبير فقال والله لقد أحسنت ولكن هذا لا يساوى عشرين ألف درهم وقال لي أين المال قلت ها هو ذا قال يا ربيع انزل معه فأعطه أربعة آلاف درهم وخذ منه الباقي قال فخرج الربيع فحط ثقلي ووزن لي أربعة آلاف درهم وأخذ الباقي قال فلما صارت الخلافة إلى المهدى ولى ابن ثوبان المظالم فكان يجلس للناس بالرصافة فإذا ملا كساءه رقاعا رفعها إلى المهدى فرفعت إليه يوما رقعة أذكره قصتي فلما دخل بها ابن ثوبان جعل المهدى ينظر في الرقاع حتى إذا نظر في رقعتي ضحك فقال له ابن ثوبان أصلح الله أمير المؤمنين ما رأيتك ضحكت من شئ من هذا الرقاع إلا من هذه الرقعة قال هذه رقعة أعرف سببها ردوا إليه العشرين الألف درهم فردت إلى وانصرفت * وذكر واضح مولى المنصور قال إني لواقف على رأس أبى جعفر يوما إذ دخل عليه المهدى وعليه قباء أسود جديد فسلم وجلس ثم قام منصرفا وأتبعه أبو جعفر بصره لحبه له وإعجابا به فلما توسط الرواق عتر بسيفه فتخرق سواده فقام ومضى لوجهه غير مكترث لذلك ولا حافل به فقال أبو جعفر ردوا أبا عبد الله فرددناه إليه فقال يا أبا عبد الله استقلالا للمواهب أم بطرا للنعمة أم قلة علم بموضع المصيبة كأنك جاهل بمالك وعليك وهذا الذي أنت
(٣١٩)