ألف ألف درهم (وفى هذه السنة) عزم المنصور فيما ذكر على بناء مدينة الرافقة فذكر عن محمد بن جابر عن أبيه أن أبا جعفر لما أراد بناءها امتنع أهل الرقة وأرادوا محاربته وقالوا تعطل علينا أسواقنا وتذهب بمعائشنا وتضيق منازلنا فهم بمحاربتهم وبعث إلى راهب في الصومعة هنالك فقال له هل لك علم بأن إنسانا يبنى ههنا مدينة فقال بلغني أن رجلا يقال له مقلاص يبنيها فقال أنا والله مقلاص * وذكر محمد بن عمر أن صاعقة سقطت في هذه السنة في المسجد الحرام فقتلت خمسة نفر (وفيها) هلك أبو أيوب المورياني وأخوه خالد وأمر المنصور موسى بن دينار حاجب أبى العباس الطوسي بقطع أيدي بنى أخي أبى أيوب وأرجلهم وضرب أعناقهم وكتب بذلك إلى المهدى ففعل ذلك موسى وأنفذ فيهم ما أمره به (وفيها) ولى عبد الملك بن ظبيان النميري على البصرة * وغزا الصائفة في هذه السنة زفر بن عاصم الهلالي فبلغ الفرات (وحج) بالناس في هذه السنة محمد بن إبراهيم وهو عامل أبى جعفر على مكة والطائف وكان على المدينة الحسن بن زيد وعلى الكوفة محمد بن سليمان وعلى البصرة عبد الملك بن أيوب بن ظبيان وعلى قضائها سوار بن عبد الله وعلى السند هشام بن عمرو وعلى إفريقية يزيد بن حاتم وعلى مصر محمد بن سعيد ثم دخلت سنة خمس وخمسين ومائة ذكر الخبر عن الاحداث التي كانت فيها فمن ذلك افتتاح يزيد بن حاتم إفريقية وقتله أبا عاد وأبا حاتم ومن كان معهما واستقامت بلاد المغرب ودخل يزيد بن حاتم القيروان (وفيها) وجه المنصور ابنه المهدى لبناء مدينة الرافقة فشخص إليها فبناها على بناء مدينته ببغداد في أبوابها وفصولها ورحابها وشوارعها وسور سورها وخندقها ثم انصرف إلى مدينته (وفيها) فيما ذكر محمد بن عمر خندق أبو جعفر على الكوفة والبصرة وضرب عليهما سورا وجعل ما أنفق على سور ذلك وخندقه من أموال أهله * وعزل فيها المنصور عبد الملك بن أيوب بن ظبيان عن البصرة واستعمل عليها الهيثم بن معاوية
(٢٩٧)