عبد الرحمن بن عبد الجبار وبقى إلى أن توفى بمصر في خلافة هارون في سنة 170 (وفى هذه السنة) فرغ من بناء المصيصة على يدي جبرئيل بن يحيى الخراساني ورابط محمد بن إبراهيم الامام بملطية (واختلفوا) في أمر عبد الجبار وخبره فقال الواقدي كان ذلك في سنة 142 وقال غيره كان ذلك في سنة 141 وذكر عن علي بن محمد أنه قال كان قدوم عبد الجبار خراسان لعشر خلون من ربيع الأول سنة 141 ويقال لأربع عشرة ليلة وكانت هزيمته يوم السبت لست خلون من ربيع الأول سنة 142 وذكر عن أحمد بن الحارث أن خليفة بن خياط حدثه قال لما وجه المنصور المهدى إلى الري وذلك قبل بناء بغداد وكان توجيهه إياه لقتال عبد الجبار بن عبد الرحمن فكفى المهدى أمر عبد الجبار بمن حاربه وظفر به كره أبو جعفر أن تبطل تلك النفقات التي أنفقت على المهدى فكتب إليه أن يغزو طبرستان وينزل الري ويوجه أبا الخصيب وخازم بن خزيمة الجنود إلى الاصبهبذ وكان الاصبهبذ يومئذ محاربا للمصهغان ملك دنباوند معسكرا بإزائه فبلغه أن الجنود دخلت بلاده وأن أبا الخصيب دخل سارية فساء المصمغان ذلك وقال له متى صاروا إليك صاروا إلى فاجتمعا على محاربة المسلمين فانصرف الاصبهبذ إلى بلاده فحارب المسلمين وطالت تلك الحروب فوجه أبو جعفر عمر بن العلاء الذي يقول فيه بشار فقل للخليفة إن جئته * نصيحا ولا خير في المتهم إذا أيقظتك حروب العدى * فنبه لها عمرا ثم نم فتى لا ينام على دمنة * ولا يشرب الماء إلا بدم وكان توجيهه إياه بمشورة ابرويز أخي المصمغان فإنه قال له يا أمير المؤمنين إن عمر أعلم الناس ببلاد طبرستان فوجهه وكان أبرويز قد عرف عمر أيام سنباذ وأيام الراوندية فضم إليه أبو جعفر خازم بن خزيمة فدخل الرويان ففتحها أخذ قلعة الطاق وما فيها وطالت الحرب فألح خازم على القتال ففتح طبرستان وقتل منهم فأكثر وصار الاصبهبذ إلى قلعته وطلب الأمان على أن يسلم القلعة بما فيها من ذخائره فكتب المهدى بذلك إلى أبى جعفر فوجه أبو جعفر بصالح
(١٥١)