يوم الاثنين لليلتين بقيتا من ذي الحجة فلما مر بالجسر أمر بإحراق جثة جعفر ابن يحيى وطوى بغداد ولم ينزلها ومضى من فوره متوجها إلى الرقة فنزل السيلحين وذكر عن بعض قواد الرشيد أن الرشيد قال لما ورد بغداد والله إني لأطوي مدينة ما وضعت بشرق ولا غرب مدينة أيمن ولا أيسر منها وإنها لوطني ووطن آبائي ودار مملكة بنى العباس ما بقوا وحافظوا عليها وما رأى أحد من آبائي سوءا ولا نكبة منها ولا سئ بها أحد منهم قط ولنعم الدار هي ولكني أريد المناخ على ناحية أهل الشقاق والنفاق والبغض لائمة الهدى والحب لشجرة اللعنة بنى أمية مع ما فيها من المارقة والمتلصصة ومخيفي السبيل ولولا ذلك ما فارقت بغداد ما حييت ولا خرجت عنها أبدا وقال العباس بن الأحنف في طي الرشيد بغداد ما أنخنا حتى ارتحلنا فما نفرق * بين المناخ والارتحال سائلونا عن حالنا إذ قدمنا * فقرنا وداعهم بالسؤال (وفى هذه السنة) كان الفداء بين المسلمين والروم فلم يبق بأرض الروم مسلم إلا فودى به فيما ذكر فقال مروان بن أبي حفصة في ذلك وفكت بك الاسرى التي شيدت لها * محابس ما فيها حميم يزورها على حين أعيا المسلمين فكاكها * وقالوا سجون المشركين قبورها ورابط فيها القاسم بدابق (وحج) بالناس فيها العباس بن موسى بن عيسى بن موسى ثم دخلت سنة تسعين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمن ذلك ما كان من ظهور رافع بن ليث بن نصر بن سيار بسمرقند مخالفا لهارون وخلعه إياه ونزعه يده من طاعته ذكر الخبر عن سبب ذلك وكان سبب ذلك فيما ذكر لنا أن يحيى بن الأشعث بن يحيى الطائي تزوج ابنة
(٥٠٨)