فقال عبد الله بن علي لابن سراقة الأزدي وكان معه يا ابن سراقة ما ترى قال أرى والله أن تصبر وتقاتل حتى تموت فان الفرار قبيح بمثلك وقبل عبته على مروان فقلت قبح الله مروان جزع من الموت ففر قال فانى آتي العراق قال فأنا معك فانهزموا وتركوا عسكرهم فاحتواه أبو مسلم وكتب بذلك إلى أبى جعفر فأرسل أبو جعفر أبا الخصيب مولاه يحصى ما أصابوا في عسكر عبد الله بن علي فغضب من ذلك أبو مسلم ومضى عبد الله بن علي وعبد الصمد بن علي فأما عبد الصمد فقدم الكوفة فاستأمن له عيسى بن موسى فآمنه أبو جعفر وأما عبد الله بن علي فأتى سليمان بن علي بالبصرة فأقام عنده وآمن أبو مسلم الناس فلم يقتل أحدا وأمر بالكف عنهم ويقال بل استأمن لعبد الصمد بن علي إسماعيل بن علي * وقد قيل إن عبد الله بن علي لما انهزم مضى هو وعبد الصمد أخوه إلى رصافة هشام فأقام عبد الصمد بها حتى قدمت عليه خيول المنصور وعليها جمهور بن مرار العجلي فأخذه فبعث به إلى المنصور مع أبي الخصيب مولاه موثقا فلما قدم عليه أمر بصرفه إلى عيسى ابن موسى فآمنه عيسى وأطلقه وأكرمه وحباه وكساه وأما عبد الله بن علي فلم يلبث بالرصافة إلا ليلة ثم أدلج في قواده ومواليه حتى قدم البصرة على سليمان بن علي وهو عاملها يومئذ فآواهم سليمان وأكرمهم وأقاموا عنده زمانا متوارين (وفى هذه السنة) قتل أبو مسلم ذكر الخبر عن مقتله وعن سبب ذلك * حدثني أحمد بن زهير قال حدثنا علي بن محمد قال حدثنا سلمة بن محارب ومسلم ابن المغيرة وسعيد بن أوس وأبو حفص الأزدي والنعمان أبو السرى ومحرز ابن إبراهيم وغيرهم ان أبا مسلم كتب إلى أبى العباس يستأذنه في الحج وذلك في سنة 136 وإنما أراد أن يصلى بالناس فأذن له وكتب أبو العباس إلى أبى جعفر وهو على الجزيرة وأرمينية وأذربيجان أن أبا مسلم كتب إلى يستأذن في الحج وقد أذنت له وقد ظننت أنه إذا قدم يريد أن يسألني أن أوليه إقامة الحج للناس فاكتب إلى تستأذنني في الحج فإنك إذا كنت بمكة لم يطمع أن يتقدمك فكتب
(١٢٧)