والله إذا ثم خلى سبيله * حدثني الحارث قال حدثنا ابن سعد عن محمد بن عمر قال كثروا محمدا وألحوا في القتال حتى قتل محمد في النصف من شهر رمضان سنة 145 وحمل رأسه إلى عيسى بن موسى فدعا ابن أبي الكرام فأراه إياه فعرفه فسجد عيسى بن موسى ودخل المدينة وآمن الناس كلهم وكان مكث محمد بن عبد الله من حين ظهر إلى أن قتل شهرين وسبعة عشر يوما (وفى هذه السنة) استخلف عيسى بن موسى على المدينة كثير بن حصين حين شخص عنها بعد مقتل محمد بن عبد الله بن حسن فمكث واليها عليها شهرا ثم قدم عبد الله بن الربيع الحارثي واليا عليها من قبل أبى جعفر المنصور (وفى هذه السنة) ثارت السودان بالمدينة بعبد الله بن الربيع فهرب منهم ذكر الخبر عن وثوب السودان بالمدينة في هذه السنة والسبب الذي هيج ذلك ذكر عمر بن شبة أن محمد بن يحيى حدثه قال حدثني الحارث بن إسحاق قال كان رياح بن عثمان استعمل أبا بكر بن عبد الله بن أبي سبرة على صدقة أسد وطيئ فلما خرج محمد أقبل إليه أبو بكر بما كان جبا وشمر معه فلما استخلف عيسى كثير ابن حصين على المدينة أخذ أبا بكر فضربه سبعين سوطا وحدده وحبسه ثم قدم عبد الله بن الربيع واليا من قبل أبى جعفر يوم السبت لخمس بقين من شوال سنة 145 فنازع جنده التجار في بعض ما يشترونه منهم فخرجت طائفة من التجار حتى جاؤوا دار مروان وفيها ابن الربيع فشكوا ذلك إليه فنهرهم وشتمهم وطمع فيهم الجند فتزايدوا في سوء الرأي قال وحدثني عمر بن راشد قال انتهب الجند شيئا من متاع السوق وغدوا على رجل من الصرافين يدعى عثمان بن زيد فغالبوه على كيسه فاستغاث فخلص ماله منهم فاجتمع رؤساء أهل المدينة فشكوا ذلك إلى ابن الربيع فلم ينكره ولم يغيره ثم جاء رجل من الجند فاشترى من جزار لحما يوم الجمعة فأبى أن يعطيه ثمنه وشهر عليه السيف فخرج عليه الجزار من تحت الوضم بشفرة فطعن بها خاصرته فخر عن دابته واعتوروه الجزارون فقتلوه وتنادى السودان عن الجند وهم يروحون إلى الجمعة فقتلوهم بالعمد في كل ناحية فلم يزالوا
(٢٣٠)