فأحرم منها وزياد بن عبيد الله على المدينة ومكة والطائف وعلى الكوفة وسوادها عيسى بن موسى وعلى البصرة وأعمالها سليمان بن علي وعلى قضائها سوار بن عبد الله وأبو داود خالد بن إبراهيم على خراسان وعلى مصر صالح بن علي ثم دخلت سنة تسع وثلاثين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمن ذلك ما كان من إقامة صالح بن علي والعباس بن محمد بملطية حتى استتما بناء ملطية ثم غزوا الصائفة من درب الحدث فوغلا في أرض الروم وغزا مع صالح أختاه أم عيسى ولبابة ابنتا على وكانتا ندرتا إن زال ملك بنى أمية أن تجاهد في سبيل الله وغزا من درب ملطية جعفر بن حنظلة البهراني (وفى هذه السنة) كان الفداء الذي جرى بين المنصور وصاحب الروم فاستنقذ المنصور منهم أسراء المسلمين ولم يكن بعد ذلك فيما قيل للمسلمين صائفة إلى سنة 146 لاشتغال أبى جعفر بأمر ابني عبد الله بن الحسن إلا أن بعضهم ذكر أن الحسن بن قحطبة غزا الصائفة مع عبد الوهاب بن إبراهيم الامام في سنة 140 وأقبل قسطنطين صاحب الروم في مائة ألف فنزل جيحان فبلغه كثرة المسلمين فأحجم عنهم ثم لم يكن بعدها صائفة إلى سنة 146 (وفى هذه السنة) سار عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك ابن مروان إلى الأندلس فملكه أهلها أمرهم فولده ولاتها إلى اليوم (وفيها) وسع أبو جعفر المسجد الحرام وقيل إنها كانت سنة خصبة فسميت سنة الخصب (وفيها) عزل سليمان بن علي عن ولاية البصرة وعما كان إليه من أعمالها وقد قيل إنه عزل عن ذلك في سنة 140 (وفيها) ولى المنصور ما كان إلى سليمان بن علي من عمل البصرة سفيان بن معاوية وذلك فيما قيل يوم الأربعاء للنصف من شهر رمضان فلما عزل سليمان وولى سفيان توارى عبد الله بن علي وأصحابه خوفا على أنفسهم فبلغ ذلك أبو جعفر فبعث إلى سليمان وعيسى ابني على وكتب إليهما في أشخاص عبد الله بن علي وعزم عليهما أن يفعلا ذلك ولا يؤخراه وأعطاهما
(١٤٤)