قد فضله الله تبارك وتعالى على سائر الأيام والعمل فيه مضاعف وهذا شهر عظيم فيه عيد أعظم أعيادكم عند الله عز وجل وقد أخبرنا الامام أنكم تنصرون في هذا اليوم من هذا الشهر على عدوكم فالقوه بجد وصبر واحتساب فإن الله مع الصابرين ثم ناهضهم وعلى ميمنته الحسن بن قحطبة وعلى ميسرته خالد بن برمك ومقاتل بن حكيم العكي فاقتتلوا وصبر بعضهم لبعض فقتل نباتة وانهزم أهل الشأم فقتل منهم عشرة آلاف وبعث قحطبة إلى أبى مسلم يرأس نباتة وابنه حية قال وأخبرنا شيخ من بنى عدى عن أبيه قال كان سالم بن راوية التميمي ممن هرب من أبى مسلم وخرج مع نصر ثم صار مع نباتة فقاتل قحطبة بجرجان فانهزم الناس وبقى يقاتل وحده فحمل عليه عبد الله الطائي وكان من فرسان قحطبة فضربه سالم بن راوية على وجهه فأندر عينه وقاتلهم حتى اضطر من المسجد فدخله ودخلوا عليه فكان لا يشد من ناحية إلا كشفهم فجعل ينادى شربة فوالله لأنقعن لهم شرا يومى هذا وحرقوا عليه سقف المسجد فرموه بالحجارة حتى قتلوه وجاءوا برأسه إلى قحطبة وليس في رأسه ولا وجهه مصح فقال قحطبة ما رأيت مثل هذا قط (وفى هذه السنة) كانت الوقعة التي كانت بقديد بين أبى حمزة الخارجي وأهل المدينة ذكر الخبر عن ذلك * حدثني العباس بن عيسى العقيلي قال حدثنا هارون بن موسى الفروي قال حدثني غير واحد من أصحابنا أن عبد الواحد بن سليمان استعمل عبد العزيز ابن عبد الله بن عمرو بن عثمان على الناس فخرجوا فلما كان بالحرة لقيتهم جزر منحورة فمضوا فلما كان بالعقيق تعلق لواؤهم بمسرة فانكسر الرمح فتشاءم الناس بالخروج ثم ساروا حتى نزلوا قديد فنزلوها ليلا وكانت قرية قديد من ناحية القصر المبنى اليوم وكانت الحياض هنالك فنزل قوم مغترون ليسوا بأصحاب حرب فلم يرعهم الا القوم قد خرجوا عليهم من الفضل وقد زعم بعض الناس أن خزاعة دلت أبا حمزة على عورتهم وأدخلوهم عليهم فقتلوهم وكانت المقتلة على قريش هم كانوا أكثر الناس وبهم كانت الشوكة وأصيب منهم عدد كثير قال العباس قال
(٥٦)