ابن محمد وإلا حاربه وكتب إلى عمر بن حفص بولايته أفريقية فخرج هشام بن عمرو التغلبي إلى السند فوليها وأقبل عمر بن حفص يخوض البلاد حتى صار إلى أفريقية فلما صار هشام بن عمرو إلى السند كره أخذ عبد الله وأقبل يرى الناس أنه يكاتب الملك ويرفق به فاتصلت الاخبار بأبي جعفر بذلك فجعل يكتب إليه يستحثه فبينا هو كذلك إذ خرجت خارجة ببعض بلاد السند فوجه إليهم أخاه سفنجا فخرج يجر الجيش وطريقه بجنبات ذلك الملك فبينا هو يسير إذا هو برهج قد ارتفع من موكب فظن أنه مقدمة للعدو الذي يقصد فوجه طلائعه فرجعت فقالت ليس هذا عدوك الذي تريد ولكن هذا عبد الله بن محمد الأشتر العلوي ركب متنزها يسير على شاطئ مهران فمضى يريده فقال له نصاحه هذا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد علمت أن أخاك تركه متعمدا مخافة أن يبوء بدمه ولم يقصدك إنما خرج متنزها وخرجت تريد غيره فأعرض عنه وقال ما كنت لأدع أحدا يجوزه ولا أدع أحدا يحظى بالتقرب إلى المنصور يأخذه وقتله وكان في عشرة فقصد قصده وذمر أصحابه فحمل عليه فقاتله عبد الله وقاتل أصحابه بين يديه حتى قتل وقتلوا جميعا فلم يفلت منهم مخبر وسقط بين القتلى فلم يشعر به وقيل إن أصحابه قذفوه في مهران لما قتل لئلا يؤخذ رأسه فكتب هشام بن عمرو بذلك كتاب فتح إلى المنصور يخبره أنه قصده قصدا فكتب إليه المنصور يحمد أمره ويأمره بمحاربة الملك الذي آواه وذلك أن عبد الله كان اتخذ جواري وهو بحضرة ذلك الملك فأولد منهن واحدة محمد بن عبد الله وهو أبو الحسن محمد العلوي الذي يقال له ابن الأشتر فحاربه حتى ظفر به وغلب على مملكته وقتله ووجه بأم ولد عبد الله وابنه إلى المنصور فكتب المنصور إلى واليه بالمدينة يخبره بصحة نسب الغلام وبعث به إليه وأمره أن يجمع آل أبي طالب وأن يقرأ عليهم كتابه بصحة نسب الغلام ويسلمه إلى أقربائه (وفى هذه السنة) قدم على المنصور ابنه المهدى من خراسان وذلك في شوال منها فوفد إليه للقائه وتهنئة المنصور بمقدمه عامة أهل بيته من كان منهم بالشام والكوفة والبصرة وغيرها فأجازهم وكساهم وحملهم وفعل مثل ذلك بهم
(٢٩١)