ابن محمد وأبا هريرة محمد بن فروخ فبعث أبو سلمة إلى أبى الجهم فدعاه وكان خبره بدخوله الكوفة فقال أين كنت يا أبا الجهم قال كنت عند إمامي وخرج أبو الجهم فدعا حاجب بن صدان فبعثه إلى الكوفة وقال له ادخل فسلم على أبى العباس بالخلافة وبعث إلى أبى حميد وأصحابه إن أتاكم أبو سلمة فلا يدخل إلا وحده فان دخل وبايع فسبيله ذلك وإلا فاضربوا عنقه فلم يلبثوا أن أتاهم أبو سلمة فدخل وحده فسلم على أبى العباس بالخلافة فأمره أبو العباس بالانصراف إلى عسكره فانصرف من ليلته فأصبح الناس قد لبسوا سلاحهم واصطفوا لخروج أبى العباس وأتوه بالدواب فركب ومن معه من أهل بيته حتى دخلوا قصر الامارة بالكوفة يوم الجمعة لا اثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر ثم دخل المسجد من دار الامارة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وذكر عظمة الرب تبارك وتعالى وفضل النبي صلى الله عليه وسلم وقاد الولاية والوارثة حتى انتهيا إليه ووعد الناس خيرا ثم سكت وتكلم داود بن علي وهو على المنبر أسفل من أبى العباس بثلاث درجات فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وقال أيها الناس إنه والله ما كان بينكم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم خليفة إلا علي بن أبي طالب وأمير المؤمنين هذا الذي خلفي ثم نزلا وخرج أبو العباس فعسكر بحمام أعين في عسكر أبى سلمة ونزل معه في حجرته بينهما ستر وحاجب أبى العباس يومئذ عبد الله بن بسام واستخلف على الكوفة وأرضها عمه داود بن علي وبعث عمه عبد الله بن علي إلا أبى عون بن يزيد وبعث ابن أخيه عيسى بن موسى إلى الحسن بن قحطبة وهو يومئذ بواسط محاصر ابن هبيرة وبعث يحيى بن جعفر بن تمام بن عباس إلى حميد بن قحطبة بالمدائن وبعث أبا اليقظان عثمان بن عروة بن محمد بن عمار بن ياسر إلى بسام بن إبراهيم بن بسام بالأهواز وبعث سلمة بن عمرو بن عثمان إلى مالك بن طريف وأقام أبو العباس في العسكر أشهرا ثم ارتحل فنزل المدينة الهاشمية في قصر الكوفة وقد كان تنكر لأبي سلمة قبل تحوله حتى عرف ذلك (وفى هذه السنة) هزم مروان بن محمد بالزاب
(٨٧)