مسرور بيد الفضل لما أعلمه به بلغ من يحيى فأخرج ما في نفسه فقال له قل له يقتل ابنك مثله قال مسرور فلما سكن عن الرشيد الغضب قال كيف قال فأعدت عليه القول قال قد خفت والله قوله لأنه قل ما قال لي شيئا إلا رأيت تأويله * وقيل بينما الرشيد يسير وفي موكبه عبد الملك بن صالح إذ هتف به هاتف وهو يساير عبد الملك فقال يا أمير المؤمنين طأطئى من أشرافه وقصر من عنانه واشدد من شكائمه وإلا أفسد عليك ناحيته فالتفت إلى عبد الملك فقال ما يقول هذا يا عبد الملك فقال عبد الملك مقال باغ ودسيس حاسد فقال له هارون صدقت نقص القوم ففضلتهم وتخلقوا وتقدمتهم حتى برز شأوك فقصر عنه غيرك ففي صدورهم جمرات التخلف وحزازات النقص فقال عبد الملك لا أطفأها الله وأضرمها عليهم حتى تورثهم كمدا دائما أبدا وقال الرشيد لعبد الملك بن صالح وقد مر بمنبج وبها مستقر عبد الملك هذا منزلك قال هو لك يا أمير المؤمنين ولى بك قال كيف هو قال دون بناء أهلي وفوق منازل منبج قال فكيف ليلها قال سحر كله (وفى هذه السنة) دخل القاسم بن الرشيد أرض الروم في شعبان فأناخ على قرة وحاصرها ووجه العباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث فأناخ على حصن سنان حتى جهدوا فبعثت إليه الروم تبذل له ثلثمائة وعشرين رجلا من أسارى المسلمين على أن يرحل عنهم فأجابهم إلى ذلك ورحل عن قرة وحصن سنان صلحا ومات علي بن عيسى بن موسى في هذه الغزاة بأرض الروم وهو مع القاسم (وفى هذه السنة) نقض صاحب الروم الصلح الذي كان جرى بين الذي قبله وبين المسلمين ومنع ما كان ضمنه الملك لهم قبله ذكر الخبر عن سبب نقضهم ذلك وكان سبب ذلك أن الصلح كان جرى بين المسلمين وصاحب الروم وصاحبتهم يومئذ رينى وقد ذكرنا قبل سبب الصلح الذي كان بين المسلمين وبينها فعادت الروم على رينى فخلعتها وملكت عليها نقفور والروم تذكر أن نفقور هذا من أولاد جفنة من غسان وأنه قبل الملك كان يلي ديوان الخروج ثم ماتت رينى
(٥٠٠)