يضحكنا القائم الأمين ويبكينا * وفاة الامام بالأمس بدران بدرا ضحى ببغداد بال * - خلد وبدر بطوس في رمس وقيل مات هارون الرشيد وفى بيت المال تسعمائة ألف ألف ونيف خلافة الأمين (وفى هذه السنة) بويع لمحمد الأمين بن هارون بالخلافة في عسكر الرشيد وعبد الله بن هارون المأمون يومئذ بمرو وكان فيما ذكر قد كتب حمويه مولى المهدى صاحب البريد بطوس إلى أبى مسلم سلام مولاه وخليفته ببغداد على البريد والاخبار يعلمه وفاة الرشيد فدخل على محمد فغزاه وهنأه بالخلافة وكان أول الناس فعل ذلك ثم قدم عليه رجاء الخادم يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة كان صالح بن الرشيد أرسله إليه بالخبر بذلك وقيل ليلة الخميس للنصف من جمادى الآخر فأظهر يوم الجمعة وستر خبره بقية يومه وليلته وخاض الناس في أمره ولما قدم كتاب صالح على محمد الأمين مع رجاء الخادم بوفاة الرشيد وكان نازلا في قصره بالخلد تحول إلى قصر أبى جعفر بالمدينة وأمر الناس بالحصور ليوم الجمعة فحضروا وصلى بهم فلما قضى صلاته صعد المنبر فحمد الله وأئنى عليه ونعى الرشيد إلى الناس وعزى نفسه والناس ووعدهم خيرا وبسط الآمال وآمن الأسود والأبيض وبايعه جلة أهل بيته وخاصته ومواليه وقواده ثم دخل ووكل بيعته على من بقى منهم عم أبيه سليمان بن أبي جعفر فبايعهم وأمر السندي بمبايعة جميع الناس من القواد وسائر الجند وأمر للجند ممن بمدينة السلام برزق أربعة وعشرين شهرا وبخواص من كانت له خاصة لهذه الشهور (وفى هذه السنة) كان بدء اختلاف الحال بين الأمين محمد وأخيه المأمون وعزم كل واحد منهما بالخلاف على صاحبه فيما كان والدهما هارون أخذ عليهما العمل به في الكتاب الذي ذكرنا أنه كان كتب عليهما وبينهما
(٥٤٤)