بالرؤوس فنصبت على باب الحائط الذي في معسكره ودفع يزيد الأسلمي إلى أبي إسحاق خالد بن عثمان وأمره أن يعالج يزيد مولى نصر من جراحات كانت به ويحسن تعاهده وكتب إلى أبى نصر بالقدوم عليه فلما اندمل يزيد مولى نصر من جراحاته دعاه أبو مسلم فقال إن شئت أن تقيم معنا وتدخل في دعوتنا فقد أرشدك الله وإن كرهت فارجع إلى مولاك سالما وأعطنا عهد الله أن لا تحاربنا ولا تكذب علينا وأن تقول فينا ما رأيت فاختار الرجوع إلى مولاه فخلى له الطريق وقال أبو مسلم إن هذا سيرد عنكم أهل الورع والصلاح فانا ما عندهم على الاسلام وقدم يزيد على نصر بن سيار فقال لا مرحبا بك والله ما ظننت استبقاك القوم إلا ليتخذوك حجة علينا فقال يزيد فهو والله ما ظننت وقد استحلفوني ألا أكذب عليهم وأنا أقول إنهم يصلون الصلوات لمواقيتها بأذان وإقامة ويتلون الكتاب ويذكرون الله كثيرا ويدعون إلى ولاية رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أحسب أمرهم إلا سيعلو ولولا أنك مولاي أعتقتني من الرق ما رجعت إليك ولا قمت معهم فهذه أول حرب كانت بين الشيعة وشيعة بنى مروان (وفى هذه السنة) غلب حازم بن خزيمة على مروروذ وقتل عامل نصر بن سيار الذي كان عليها وكتب بالفتح إلى أبى مسلم مع خزيمة بن خازم ذكر الخبر عن ذلك ذكر علي بن محمد أن أبا الحسن الحسمي وزهير بن هنيد والحسن بن رشيد أخبروه أن خازم بن خزيمة لما أراد الخروج بمروروذ أراد ناس من تميم أن يمنعوه فقال إنما أنا رجل منكم أريد مرو لعلى أن أغلب عليها فإن ظفرت فهي لكم وإن قتلت فقد كفيتكم أمرى فكفوا عنه فخرج فعسكر في قرية يقال لها كنج رستاه وقدم عليهم من قبل أبى مسلم النضر بن صبيح وبسام بن إبراهيم فلما أمسى خازم بيت أهل مروروذ فقتل بشر بن جعفر السعدي وكان عاملا لنصر بن سيار على مروروذ في أول ذي القعدة وبعث بالفتح إلى أبى مسلم
(٢٨)