ثم دخلت سنه إحدى وأربعين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمن ذلك خروج الراوندية (وقد قال) بعضهم كان أمر الراوندية وأمر أبى جعفر الذي أنا ذاكره في سنة 137 أو 136 ذكر الخبر عن أمرهم وأمر أبى جعفر المنصور معهم والراوندية قوم فيما ذكر عن علي بن محمد كانوا من أهل خراسان على رأى أبى مسلم صاحب دعوة بني هاشم يقولون فيما زعم بتناسخ الأرواح ويزعمون أن روح آدم في عثمان بن نهيك وأن ربهم الذي يطعمهم ويسقيهم هو أبو جعفر المنصور وأن الهيثم بن معاوية جبرئيل قال وأتوا قصر المنصور فجعلوا يطوفون به ويقولون هذا قصر ربنا فأرسل المنصور إلى رؤسائهم فحبس منهم مائتين فغضب أصحابهم وقالوا علام حبسوا وأمر المنصور ألا يجتمعوا فأعدوا نعشا وحملوا السرير وليس في النعش أحد ثم مروا في المدينة حتى صاروا على باب السجن فرموا بالنعش وشدوا على الناس ودخلوا السجن فأخرجوا أصحابهم وقصدوا نحو المنصور وهم يومئذ ستمائة رجل فتنادى الناس وغلقت أبواب المدينة فلم يدخل أحد فخرج المنصور من القصر ماشيا ولم تكن في القصر دابة فجعل بعد ذلك اليوم يرتبط فرسا يكون في دار الخلافة معه في قصره قال ولما خرج المنصور أتى بدابة فركبها وهو يريدهم وجاء معن بن زائدة فانتهى إلى أبى جعفر فرمى بنفسه وترجل وأدخل خرقة قبائه في منطقته وأخذ بلجام دابة المنصور وقال أنشدك الله يا أمير المؤمنين إلا رجعت فإنك تكفى وجاء أبو نصر مالك بن الهيثم فوقف على باب القصر وقال أنا اليوم بواب ونودي في أهل السوق فرموهم وقاتلوهم حتى أثخنوهم وفتح باب المدينة فدخل الناس وجاء خازم بن خزيمة على فرس محذوف فقال يا أمير المؤمنين أقتلهم قال نعم فحمل عليهم حتى ألجأهم إلى ظهر حائط ثم كروا على خازم فكشفوه وأصحابه ثم كرخازم عليهم فاضطرهم إلى حائط المدينة وقال للهيثم بن شعبة إذا كروا علينا فاسبقهم إلى
(١٤٧)