على عاملهم وتظلموا على أميرهم وتكلموا كلاما فيه طعن على سلطانهم فرفع ذلك في الخبر فقال للربيع اخرج إلى من بالباب من أهل الكوفة فقل لهم إن أمير المؤمنين يقول لكم لئن اجتمع اثنان منكم في موضع لأحلقن رؤسهما ولحاهما ولأضربن ظهورهما فالزموا منازلكم واتقوا على أنفسكم فخرج إليهم الربيع بهذه الرسالة فقال له ابن عياش يا شبه عيسى ابن مريم أبلغ أمير المؤمنين عنا كما أبلغتنا عنه فقل له والله يا أمير المؤمنين مالنا بالضرب طاقة فأما حلق اللحى فإذا شئت وكان ابن عياش منتوفا فأبلغه فضحك وقال قاتله الله ما أدهاه وأخبثه وقال موسى ابن صالح حدثني محمد بن عقبة الصيداوي عن نصر بن حرب وكان في حرس أبى جعفر قال رفع إلى رجل قد جئ به من بعض الآفاق قد سعى في فساد الدولة فأدخلته على أبى جعفر فلما رآه قال أصبغ قال نعم يا أمير المؤمنين قال ويلك ما أعتقتك وأحسنت إليك قال بلى قال فسعيت في نقض دولتي وإفساد ملكي قال أخطأت وأمير المؤمنين أولى بالعفو قال فدعا أبو جعفر عمارة وكان حاضرا فقال يا عمارة هذا أصبغ فجعل يثبت في وجهي وكان في عينيه سوء فقال نعم يا أمير المؤمنين قال على بكيس عطائي فأنى بكيس فيه خمسمائة درهم فقال خذها فإنها وضح ويلك وعليك بعملك وأشار بيده يحركها فقال عمارة فقلت لأصبغ ما كان عنى أمير المؤمنين قال كنت وأنا غلام أعمل الحبال فكان يأكل من كسبى قال نصر ثم أتى به ثانية فأدخلته كما أدخلته قبل فلما وقف بين يديه أحد النظر إليه ثم قال أصبغ فقال نعم يا أمير المؤمنين قال فقص عليه ما فعل به وذكره إياه فأقر به وقال الحمق يا أمير المؤمنين فقدمه فضرب عنقه * وذكر علي بن محمد بن سليمان النوفلي قال حدثني أبي قال كان خضاب المنصور زعفرانيا وذلك أن شعره كان لينا لا يقبل الخضاب وكانت لحيته رقيقة فكنت أراه على المنبر يخطب ويبكى فيسرع الدمع على لحيته حتى تكف لقلة الشعر ولينه * وذكر إبراهيم بن عبد السلام ابن أخي السندي بن شاهك السندي قال ظفر المنصور برجل من كبراء بنى أمية فقال انى أسألك عن أشياء فاصدقني ولك الأمان قال نعم فقال له المنصور من أين
(٣٢٣)