عمله وقال بعضهم إنما عزل المنصور محمد بن سليمان عن الكوفة لأمور قبيحة بلغته عنه اتهمه فيها وكان الذي أنهى ذلك إليه المساور بن سوار الجرمي صاحب شرطه وفى مساور يقول حماد لحسبك من عجيب الدهر أنى * أخاف وأتقى سلطان جرم (وفى هذه السنة) أيضا عزل المنصور الحسن بن زيد عن المدينة واستعمل عليها عبد الصمد بن علي وجعل معه فليح بن سليمان مشرفا عليه وكان على مكة والطائف محمد بن إبراهيم بن محمد وعلى الكوفة عمرو بن زهير وعلى البصرة الهيثم بن معاوية وعلى أفريقية يزيد بن حاتم وعلى مصر محمد بن سعيد ثم دخلت سنة ست وخمسين ومائة ذكر الخبر عن الاحداث التي كانت فيها فمن ذلك ما كان من ظفر الهيثم بن معاوية عامل أبى جعفر على البصرة بعمرو ابن شداد عامل إبراهيم بن عبد الله على فارس فقتل بالبصرة وصلب ذكر الخبر عن سبب الظفر به ذكر عمر أن محمد بن معروف حدثه قال أخبرني أبي قال ضرب عمرو بن شداد خادما له فأتى عامل البصرة إما ابن دعلج وإما الهيثم بن معاوية فدله عليه فأخذ فقتله وصلبه في المربد في موضع دار إسحاق بن سليمان وكان عمرو مولى لبنى جمح فقال بعضهم ظفر به الهيثم بن معاوية وخرج يريد مدينة السلام فنزل بقصر له على شاطئ نهر يعرف بنهر معقل فأقبل بريد من عند أبي جعفر ومعه كتاب إلى الهيثم بن معاوية بدفع عمرو بن شداد إليه فدفعه الهيثم إليه فأقدمه البصرة ثم أتى به ناحية الرحبة فخلا به يسائله فلم يظفر منه بشئ يحب علمه فقطلا يديه رجليه وضرب عنه وصلبه في مربد البصرة (وفى هذه السنة) عزل المنصور الهيثم ابن معاوية عن البصرة وأعمالها واستعمل سوار بن عبد الله القاضي على الصلاة وجمع له القضاء والصلاة وولى المنصور سعيد بن دعلج شرط البصرة وأحداثها
(٣٠٠)