فلما فرغ من إنشاده قال أوقد فعل نقفور ذلك وعلم أن الوزراء قد احتالوا في ذلك فكر راجعا في أشد محنة وأغلظ كلفة حتى أناخ بفنائه فلم يبرح حتى رضى وبلغ ما أراد فقال أبو العتاهية ألا نادت هرقلة بالخراب * من الملك الموفق بالصواب غدا هارون يرعد بالمنايا * ويبرق بالمذكرة القضاب ورايات يحل النصر فيها * تمر كأنها قطع السحاب أمير المؤمنين ظفرت فأسلم * وأبشر بالغنيمة والاياب (وفيها) قتل في قول الواقدي إبراهيم بن عثمان بن نهيك وأما غير الواقدي فإنه قال في سنة 188 ذكر الخبر عن سبب مقتله ذكر عن صالح الأعمى وكان في ناحية إبراهيم بن عثمان بن نهيك قال كان إبراهيم بن عثمان كثيرا ما يذكر جعفر بن يحيى والبرامكة فيبكى جزعا عليهم وحبالهم إلى أن خرج من حد البكاء ودخل في باب طالبي الثأر والإحن فكان إذا خلا بجواريه وشرب وقوى عليه النبيذ قال يا غلام سيفي ذا المنية وكان قد سمى سيفه ذا المنية فيجيئه غلامه بالسيف فينتضيه ثم يقول وا جعفراه وا سيداه والله لا قتلن قاتلك ولأثأرن بدمك عن قليل فلما كثر هذا من فعله جاء ابنه عثمان إلى الفضل بن الربيع فأخبره بقوله فدخل الفضل فأخبر الرشيد فقال أدخله فدخل فقال ما الذي قال الفضل عنك فأخبره بقول أبيه وفعله فقال الرشيد فهل سمع هذا أحد معك قال نعم خادمه نوال فدعا خادمه سرا فسأله فقال لقد قال ذاك غير مرة ولا مرتين فقال الرشيد ما يحل لي أن أقتل وليا من أوليائي بقول غلام وخصى لعلهما تواصيا على هذا لمنافسة الابن على المرتبة ومعاداة الخادم لطول الصحبة فترك ذلك أياما ثم أراد أن يمتحن إبراهيم بن عثمان بمحنة تزيل الشك عن قلبه والخاطر عن وهمه فدعا الفضل بن الربيع فقال إني أريد محنة إبراهيم بن عثمان فيما رفع ابنه عليه فإذا رفع الطعام فادع بالشراب وقل له أجب أمير المؤمنين
(٥٠٣)