وقت الحج فحجت (وحج) بالناس في هذه السنة عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن العباس ثم دخلت سنة اثنتين وسبعين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمن ذلك شخوص الرشيد فيها إلى مرج القلعة مرتادا بها منزلا ينزله ذكر السبب في ذلك ذكر أن الذي دعاه إلى الشخوص إليها أنه استثقل مدينة السلام فكان يسميها البخار فخرج إلى مرج القلعة فاعتل بها فانصرف وسميت تلك السفرة سفرة المرتاد (وفيها) عزل الرشيد يزيد بن مزيد عن أرمينية وولاها عبيد الله بن المهدى * وغزا الصائفة فيها إسحاق بن سليمان بن علي (وحج) بالناس في هذه السنة يعقوب ابن أبي جعفر المنصور (وفيها) وضع هارون عن أهل السواد العشر الذي كان يؤخذ منهم بعد النصف ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمن ذلك وفاة محمد بن سليمان بالبصرة لليال بقين من جمادى الآخرة منها وذكر أنه لما مات محمد بن سليمان وجه الرشيد إلى كل ما خلفه رجلا أمره باصطفائه فأرسل إلى ما خلف من الصامت من قبل صاحب بيت ماله رجلا وإلى الكسوة بمثل ذلك وإلى الفرش والرقيق والدواب من الخيل والإبل وإلى الطيب والجوهر وكل آلة برجل من قبل الذي يتولى كل صنف من الأصناف فقدموا البصرة فأخذوا جميع ما كان لمحمد مما يصلح للخلافة ولم يتركوا شيئا الا الخرثى الذي لا يصلح للخلفاء وأصابوا له ستين ألف ألف فحملوها مع ما حمل فلما صارت في السفن أخبر الرشيد بمكان السفن التي حملت ذلك فأمر أن يدخل جميع ذلك خزائنه الا المال فإنه أمر بصكاك فكتبت للندماء وكتبت للمغنين صكاك صغار
(٤٤٦)