وسعيد بن سلم مقيم وبعث محمد بن يزيد بن مزيد إلى طرسوس فأقام الرشيد بدرب الحدث ثلاثة أيام من شهر رمضان ثم انصرف إلى الرقة (وفيها) أمر الرشيد بهدم الكنائس بالثغور وكتب إلى السندي بن شاهك يأمره بأخذ أهل الذمة بمدينة السلام بمخالفة هيئتهم هيئة المسلمين في لباسهم وركوبهم (وفيها) عزل الرشيد علي بن عيسى بن ماهان عن خراسان وولاها هرثمة ذكر الخبر عن سبب عزل الرشيد علي بن عيسى وسخطه عليه قال أبو جعفر فد ذكرنا قبل سبب هلاك ابن علي بن عيسى وكيف قتل ولما قتل ابنه عيسى خرج على عن بلخ حتى أتى مرو مخافة أن يسير إليها رافع ابن الليث فيستولى عليها وكان ابنه عيسى دفن في بستان داره ببلخ أموالا عظيمة قيل إنها كانت ثلاثين ألف ألف ولم يعلم بها علي بن عيسى ولا اطلع على ذلك إلا جارية كانت له فلما شخص على عن بلخ أطلعت الجارية على ذلك بعض الخدم وتحدث به الناس فاجتمع قراء أهل بلخ ووجوهها فدخلوا البستان فانتهبوه وأباحوه للعامة فبلغ الرشيد الخبر فقال خرج على من بلخ عن غير أمرى وخلف مثل هذا المال وهو يزعم أنه قد أفضى إلى حلى نسائه فيما أنفق على محاربة رافع فعزله عند ذلك وولى هرثمة بن أعين واستصفى أموال علي بن عيسى فبلغت أمواله ثمانين ألف ألف وذكر عن بعض الموالى أنه قال كنا بجرجان مع الرشيد وهو يريد خراسان فوردت خزائن علي بن عيسى التي أخذت له على ألف وخمسمائة بعير وكان على مع ذلك قد أذل الأعالي من أهل خراسان وأشرافهم وذكر أنه دخل عليه يوما هشام بن فر خسرو والحسين بن مصعب فسلما عليه فقال للحسين لا سلم الله عليك يا ملحد بن الملحد والله إني لأعرف ما أنت عليه من عداوتك للاسلام وطعنك في الدين وما أنتظر بقتلك الا اذن الخليفة فيه فقد أباح الله دمك وأرجو أن يسفكه الله على يدي عن قريب ويعجلك إلى عذابه ألست المرجف بي في منزلي هذا بعد ما ثملت من الخمر وزعمت أنه جاءتك كتب من مدينة السلام بعزلي اخرج إلى سخط الله لعنك الله فعن قريب ما تكون من
(٥١٢)