وخلافته لك فوعده أن يفعل وتوجه الفضل على ذلك وكانت جماعة من بنى العباس قد مدوا أعناقهم إلى الخلافة بعد الرشيد لأنه لم يكن له ولى عهد فلما بايع له أنكروا بيعته لصغر سنه قال وقد كان الفضل لما تولى خراسان أجمع على البيعة لمحمد * فذكر محمد بن الحسين بن مصعب أن الفضل بن يحيى لما صار إلى خراسان فرق فيهم أموالا وأعطى الجند أعطيات متتابعات ثم أظهر البيعة لمحمد بن الرشيد فبايع الناس له وسماه الأمين فقال في ذلك النمري:
أمست بمرو على التوفيق قد صفقت * على يد الفضل أيدي العجم والعرب ببيعة لولى العهد أحكمها * بالنصح منه وبالاشفاق والحدب قد وكد الفضل عقد الا انتقاض له * لمصطفى من بنى العباس منتخب قال فلما تناهى الخير إلى الرشيد بذلك وبايع له أهل المشرق بايع لمحمد وكتب إلى الآفاق فبويع له في جميع الأمصار فقال أبان اللاحقي في ذلك:
عزمت أمير المؤمنين على الرشد * برأي هدى فالحمد لله ذي الحمد وعزل فيها الرشيد عن خراسان العباس بن جعفر وولاها خاله الغطريف ابن عطاء (وفيها) صار يحيى بن عبد الله بن حسن إلى الديلم فتحرك هناك * وغزا الصائفة فيها عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح فبلغ إقريطية وقال الواقدي الذي غزا الصائفة في هذه السنة عبد الملك بن صالح قال وأصابهم في هذه الغزاة برد قطع أيديهم وأرجلهم (وحج) بالناس فيها هارون الرشيد ثم دخلت سنة ست وسبعين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمن ذلك ما كان من تولية الرشيد الفضل بن يحيى كور الجبال وطبرستان ودنباوند وقومس وأرمينية وآذربيجان (وفيها) ظهر يحيى بن عبد الله بن حسن ابن حسن بن علي بن أبي طالب بالديلم