إني مأمور والله إنه لمن أعز الخلق على ولكني لا أستطيع رد أمر أمير المؤمنين ووالله لئن رمى أحدكم بسهم لأرمين إليكم برأسه ثم كتب أبو جعفر كتابا آخر إلى زهير إن كنت أخذت أبا نصر فاقتله وقدم صاحب العهد على أبى نصر بعهده فخلى زهير سبيله لهواه فيه فخرج ثم جاء بعد يوم الكتاب إلى زهير بقتله فقال جاءني كتاب بعهده فخليت سبيله وقدم أبو نصر على أبى جعفر فقال أشرت على أبى مسلم بالمضي إلى خراسان فقال نعم يا أمير المؤمنين كانت له عندي أياد وصنائع فاستشارني فنصحت له وأنت يا أمير المؤمنين إن اصطنعتني نصحت لك وشكرت فعفا عنه فلما كان يوم الراوندية قام أبو نصر على باب القصر وقال أنا اليوم البواب لا يدخل أحد القصر وأنا حي فقال أبو جعفر أين مالك بن الهيثم فأخبروه عنه فرأى أنه قد نصح له وقيل إن أبا نصر مالك بن الهيثم لما مضى إلى همذان كتب أبو جعفر إلى زهير بن التركي ان لله دمك ان فاتك مالك فأتى زهير مالكا فقال له انى قد صنعت لك طعاما فلو أكرمتني بدخول منزلي فقال نعم وهيأ زهير أربعين رجلا تخيرهم فجعلهم في بيتين يفضيان إلى المجلس الذي هيأه فلما دخل مالك قال يا أدهم عجل طعامك فخرج أولئك الأربعون إلى مالك فشدوه وثاقا ووضع في رجليه القيود وبعث به إلى المنصور فمن عليه وصفح عنه واستعمله على الموصل (وفى هذه السنة) ولى أبو جعفر المنصور أبا داود خالد بن إبراهيم خراسان وكتب إليه بعهده (وفيها) خرج سنباذ بخراسان يطلب بدم أبى مسلم ذكر الخبر عن سنباذ * ذكر أن سنباذ هذا كان مجوسيا من أهل قرية من قرى نيسابور يقال لها أهن وانه كثر أتباعه لما ظهر وكان خروجه غضبا لقتل أبى مسلم فيما قيل وطلبا بثأره وذلك أنه كان من صنائعه وغلب حين خرج على نيسابور وقومس والري ويسمى فيروز اصبهبذ فلما صار بالري قبض خزائن أبى مسلم وكان أبو مسلم خلف بها خزائنه حين شخص متوجها إلى أبى العباس وكان عامة أصحاب سنباذ أهل الجبال فوجه إليهم أبو جعفر جهور بن مرار العجلي في عشرة آلاف فالتقوا بين همذان
(١٤٠)