وجه الصبح فضرب أصحابه بطبولهم فراع ذلك عيسى بن موسى روعا شديدا ثم دخل عليه أبو هريرة فأمره بالشخوص فاعتل بالشكوى فلم يقبل ذلك منه وأشخصه من ساعته إلى مدينة السلام (وحج) بالناس في هذه السنة يزيد بن منصور خال المهدى عند قدومه من اليمن حدثني بذلك أحمد بن ثابت عمن ذكره عن إسحاق ابن عيسى عن أبي معشر وكذلك قال محمد بن عمر الواقدي وغيره وكان انصراف يزيد بن منصور من اليمن بكتاب المهدى إليه يأمره بالانصراف إليه وتوليته إياه الموسم وإعلامه اشتياقه إليه وإلى قربه وكان أمير المدينة في هذه السنة عبيد الله بن صفوان الجمحي وعلى صلاة الكوفة وأحداثها إسحاق بن الصباح الكندي وعلى خراجها ثابت بن موسى وعلى قضائها شريك بن عبد الله وعلى صلاة البصرة عبد الملك بن أيوب بن ظبيان النميري وعلى أحداثها عمارة بن حمزة وخليفته على ذلك المسور بن عبد الله بن مسلم الباهلي وعلى قضائها عبيد الله بن الحسن وعلى كور دجلة وكور الأهواز وكور فارس عمارة بن حمزة وعلى السند بسطام بن عمرو وعلى اليمن رجاء بن روح وعلى اليمامة بشر بن المنذر وعلى خراسان أبو عون عبد الملك بن يزيد وعلى الجزيرة الفضل بن صالح وعلى إفريقية يزيد بن حاتم وعلى مصر محمد بن سليمان أبو ضمرة ثم دخلت سنة ستين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمن ذلك ما كان من خروج يوسف بن إبراهيم وهو الذي يقال له يوسف البرم بخراسان منكرا هو ومن تبعه ممن كان على رأيه على المهدى فيما زعم الحال التي هو بها وسيرته التي يسير بها واجتمع معه فيما ذكر بشر من الناس كثير فتوجه إليه يزيد بن مزيد فلقيه واقتتلا حتى صارا إلى المعانقة فأسره يزيد وبعث به إلى المهدى وبعث معه من وجوه أصحابه بعدة فلما انتهى بهم إلى النهروان حمل يوسف البرم على بعير قد حول وجهه إلى ذنب البعير وأصحابه على بعير فأدخلوهم الرصافة
(٣٥٨)