من الأمان لعبد الله بن علي ما رضياه له ووثقا به وكتب إلى سفيان بن معاوية يعلمه ذلك ويأمره بإزعاجهما واستحثاثهما بالخروج بعبد الله ومن معه من خاصته فخرج سليمان وعيسى بعبد الله وبعامة قواده وخواص أصحابه ومواليه حتى قدموا على أبى جعفر يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة (وفيها) أمر أبو جعفر بحبس عبد الله بن علي وبحبس من كان معه من أصحابه وبقتل بعضهم ذكر الخبر عن ذلك ولما قدم سليمان وعيسى ابنا على على أبى جعفر أذن لهما فدخلا عليه فأعلماه حضور عبد الله بن علي وسألاه الاذن له فأنعم لهما بذلك وشغلهما بالحديث وقد كان هيأ لعبد الله بن علي محبسا في قصره وأمر به أن يصرف إليه بعد دخول عيسى وسليمان إليه ففعل ذلك به ونهض أبو جعفر من مجلسه فقال لسليمان وعيسى سارعا بعبد الله فلما خرجا افتقدا عبد الله من المجلس الذي كان فيه فعلما أنه قد حبس فانصرفا راجعين إلى أبى جعفر فحيل بينهما وبين الوصول إليه وأخذت عند ذلك سيوف من حضر من أصحابه عبد الله بن علي من عواتقهم وحبسوا وقد كان خفاف بن منصور حذرهم ذلك وندم على مجيئه وقال لهم إن أنتم أطعتموني شددنا شدة واحدة على أبى جعفر فوالله لا يحول بيننا وبينه حائل حتى نأتى على نفسه ونشد على هذه الأبواب مصلتين سيوفنا ولا يعرض لنا عارض إلا أفتنا نفسه حتى نخرج وننجو بأنفسنا فعصوه فلما أخذت السيوف وأمر بحبسهم جعل خفاف يضرط في لحيته ويتفل في وجوه أصحابه ثم أمر أبو جعفر بقتل بعضهم بحضرته وبعث بالبقية إلى أبى داود خالد بن إبراهيم بخراسان فقتلهم بها * وقد قيل إن حبس أبى جعفر عبد الله بن علي كان في سنة 140 (وحج) بالناس في هذه السنة العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس * وكان على مكة والمدينة والطائف زياد بن عبيد الله الحارثي وعلى الكوفة وأرضها عيسى بن موسى وعلى البصرة وأعمالها سفيان بن معاوية وعلى قضائها سوار بن عبد الله وعلى خراسان أبو داود خالد بن إبراهيم
(١٤٥)