لم تدر في الديوان ثم دفع إلى كل رجل صكا بما رأى أن يهب له فأرسلوا وكلاءهم إلى السفن فأخذوا الآمال على أمر لهم به في الصكاك أجمع لم يدخل منه بيت ماله دينار ولا درهم واصطفى ضياعه وفيها ضيعة يقال لها برشيد بالأهواز لها غلة كثيرة * وذكر علي بن محمد عن أبيه قال لما مات محمد بن سليمان أصيب في خزانته لباسه مذ كان صبيا في الكتاب إلى أن مات مقادير السنين فكان من ذلك ما عليه آثار النقس قال وأخرج من خزانته ما كان يهدى له من بلاد السند ومكران وكرمان وفارس والأهواز واليمامة والري وعمان من الألطاف والادهان والسمك والحبوب والجبن وما أشبه ذلك ووجد أكثره فاسدا وكان من ذلك خمسمائة كنعدة ألقيت من دار جعفر ومحمد في الطريق فكانت بلاء قال فمكثنا حينا لا نستطيع أن نمر بالمربد من نتنها (وفيها) توفيت الخيزران أم هارون الرشيد وموسى الهادي ذكر الخبر عن وقت وفاتها ذكر يحيى بن الحسن أن أباه حدثه قال رأيت الرشيد يوم ماتت الخيزران وذلك في سنة 173 وعليه جبة سعدية وطيلسان خرق أزرق قد شد به وسطه وهو آخذ بقائمة السرير حافيا يعدو في الطين حتى أتى مقابر قريش فغسل رجليه ثم دعا بخف وصلى عليها ودخل قبرها فلما خرج من المقبرة وضع له كرسي فجلس عليه ودعا الفضل بن الربيع فقال له وحق المهدى وكان لا يحلف بها الا إذا اجتهد انى لأهم لك من الليل بالشئ من التولية وغيرها فتمنعني أمي فأطيع أمرها فخذا لخاتم من جعفر فقال الفضل بن الربيع لإسماعيل بن صبيح أنا أجل أبا الفضل عن ذلك بأن أكتب إليه وآخذه ولكن إن رأى أن يبعث به قال وولى الفضل نفقات العامة والخاصة وبادوريا والكوفة وهى خمسة طساسيج فأقبلت حاله تنمى إلى سنة 187 وقيل إن وفاة محمد بن سليمان والخيزران كانت في يوم واحد (وفيها) أقدم الرشيد جعفر بن محمد بن الأشعث من خراسان وولاها ابنه العباس بن جعفر ابن محمد بن الأشعث (وحج) بالناس فيها هارون وذكر أنه خرج محرما من مدينة السلام
(٤٤٧)