فلما كان من الغد دعا بيعقوب فعاوده الكلام الذي كلمه في ليلته فقال يا أمير المؤمنين لا تعجل على حتى أذكرك أتذكر وأنت في طارمة على النهر وأنت في البستان وأنا عندك إذ دخل أبو الوزير قال على وكان أبو الوزير ختن يعقوب بن داود على ابنة صالح بن داود فخبرك هذا الخبر عن إسحاق قال صدقت يا يعقوب قد ذكرت ذلك فاستحى المهدى واعتذر إليه من ضربه ثم رده إلى الحبس فمكث محبوسا أيام المهدى وأيام موسى كلها حتى أخرجه الرشيد بميله كان إليه في حياة أبيه (وفيها) خرج موسى الهادي إلى جرجان وجعل على قضائه أبا يوسف يعقوب ابن إبراهيم (وفيها) تحول المهدى إلى عيساباذ فنزلها وهى قصر السلامة ونزل الناس بها معه وضرب بها الدنانير والدراهم (وفيها) أمر المهدى بإقامة البريد بين مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وبين مكة واليمن بغالا وإبلا ولم يقم هنالك بريد قبل ذلك وفيها اضطربت خراسان على المسيب بن زهير فولاها الفضل بن سليمان الطوسي أبا العباس وضم إليه معها سجستان فاستخلف على سجستان تميم بن سعيد بن دعلج بأمر المهدى * وفيها أخذ داود بن روح بن حاتم وإسماعيل بن سليمان بن مجالد ومحمد بن أبي أيوب المكي ومحمد بن طيفور في الزندقة فأقروا فاستتابهم المهدى وخلى سبيلهم وبعث بداود بن روح إلى أبيه روح وهو يومئذ بالبصرة عاملا عليها فمن عليه وأمره بتأديبه * وفيها قدم الوضاح الشروى بعبد الله بن أبي عبيد الله الوزير وهو معاوية بن عبيد الله الأشعري من أهل الشأم وكان الذي يسعى به ابن شبابة وقد رمى بالزندقة * وقد ذكرنا أمره ومقتله قبل * وفيها ولى إبراهيم ابن يحيى بن محمد على المدينة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الطائف ومكة عبيد الله بن قثم * وفيها عزل منصور بن يزيد بن منصور عن اليمن واستعمل مكانه عبد الله بن سليمان الربعي * وفيها حلى المهدى عبد الصمد بن علي من حبسه الذي كان فيه * وحج بالناس في هذه السنة إبراهيم بن يحيى بن محمد * وكان عامل الكوفة في هذه السنة على الصلاة وأحداثها هاشم بن سعيد وعلى صلاة البصرة وأحداثها روح بن حاتم وعلى قضائها خالد بن طليق وعلى كور دجلة
(٣٨٨)