بترك ما يعرف من حقه ولا نفسي بالهدنة مع تقدم جرى في أمره وربما أقبلت الأمور مشرفة بالمخافة ثم تكشف عن الصلح والدرك في العاقبة تم تفرقا قال وكان الفضل بن الربيع أخذ بالمراصد لئلا تجاوز الكتب الحد فكتب الرسول مع امرأة وجعل الكتاب وديعة في عود منقور من أعواد الأكاف وكتب إلى صاحب البريد بتعجيل الخبر وكانت المرأة تمضى على المسالح كالمجتازة من القرية إلى القرية لا تهاج ولا تفنش وجاء الخبر إلى المأمون موافقا لسائر ما ورد عليه من الكتب قد شهد بعضها ببعض فقال لذي الرئاستين هذه أمور قد كان الرأي أخبر عن عينها ثم هذه طوالع تخبر عن أواخرها وكفانا أن تكون مع الحق ولعل كرها يسوق خيرا قال وكان أول ما دبره الفضل بن سهل بعد ترك الدعاء للمأمون وصحة الخبر أن جمع الأجناد التي كان أعدها بجنبات الري مع أجناد قد كان مكنها فيها وأجناد للقيام بأمرهم وكان البلاد أجدبت بحضرهم فأعد لهم من الحمولة ما يحمل إليهم من كل فج وسبيل حتى ما فقدوا شيئا احتاجوا إليه وأقاموا بالحد لا يتجاوزونه ولا يطلقون يدا بسوء في عامة ولا مجتاز ثم أشخص طاهر بن الحسين فيمن ضم إليه من قواده وأجناده فسار طاهر مغذا لا يلوى على شئ حتى ورد الري فنزلها ووكل بأطرافها ووضع مسالحه وبث عيونه وطلائعه فقال بعض شعراء خراسان رمى أهل العراق ومن عليها * إمام العدل والملك الرشيد بأحزم من مشى رأيا وحزما * وكيدا نافذا فيما يكيد بداهية تأد خنفقيق * يشيب لهول صولتها الوليد وذكر أن محمدا وجه عصمة بن حماد بن سالم إلى همذان في ألف رجل وولاه حرب كور الجبل وأمره بالمقام بهمذان وأن يوجه مقدمته إلى ساوة واستخلف أخاه عبد الرحمن بن حماد على الحرس وجعل الفضل بن الربيع وعلي بن عيسى يلهبان محمدا ويبعثانه على خلع المأمون والبيعة لابنه موسى (وفى هذه السنة) عقد محمد بن هارون في شهر ربيع الأول لابنه موسى على جميع ما استخلفه عليه وجعل صاحب أمره كله علي بن عيسى بن ماهان وعلى شرطه محمد بن عيسى بن
(٥٦٣)