فأشهدهم على دعواه فقال هرثمة وجب عليك الحد قال ولم قال لقذفك أم هذا من قال من فقهك وعلمك هذا قال هذا دين المسلمين قال فأشهد أن أمير المؤمنين قد قذفك غير مرة ولا مرتين وأشهد أنك قد قذفت بنيك مالا أحصى مرة حاتما ومرة أعين فمن يأخذ لهؤلاء بحدودهم منك ومن يأخذ لك من مولاك فالتفت هرثمة إلى صاحب الدرقة فقال أرى لك أن تطالب هذا الشيطان بدرقتك أو ثمنها وتترك مطالبته بقذفه أمك ولما حمل هرثمة عليا إلى الرشيد كتب إليه كتابا يخبره ما صنع نسخته (بسم الله الرحمن الرحيم) أما بعد فإن الله عز وجل لم يزل يبلى أمير المؤمنين في كل ما قلده من خلافته واسترعاه من أمور عباده وبلاده أجمل البلاء وأكمله ويعرفه في كل ما حضره ونأى عنه من خاص أموره وعامها ولطيفها وجليلها أتم الكفاية وأحسن الولاية ويعطيه في ذلك كله أفضل الأمنية ويبلغه فيه أقصى غاية الهمة امتنانا منه عليه وحفظا لما جعل إليه مما تكفل بإعزازه وإعزاز أوليائه وأهل حقه وطاعته فنستتم الله أحسن ما عوده وعودنا من الكفاية في كل ما يؤدينا إليه ونسأله توفيقا لما نقضي به المفترض من حقه في الوقوف عند أمره والاقتصار على رأيه ولم أزل أعز الله أمير المؤمنين مذ فصلت عن معسكر أمير المؤمنين ممتثلا ما أمرني به فيما أنهضني له لا أجاوز ذلك ولا أتعداه إلى غيره ولا أتعرف اليمن والبركة إلا في امتثاله إلى أن حللت أوائل خراسان صائنا للامر الذي أمرني أمير المؤمنين بصيانته وستره لا افضى ذلك إلى خاصى ولا إلى عامي ودبرت في مكاتبة أهل الشاش وفرغانة وخذلهما عن الخائن وقطع طمعه وطمع من قبله عنهما ومكاتبة من ببلخ بما كنت كتبت به إلى أمير المؤمنين وفسرت له فلما نزلت نيسابور عملت في أمر الكور التي اجتزت عليها بتولية من وليت عليها قبل مجاوزتي إياها كجرجان ونيسارو ونسا وسرخس ولم آل الاحتياط في ذلك واختيار الكفاة وأهل الأمانة والصحة من ثقات أصحابي وتقدمت إليهم في ستر الامر وكتمانه وأخذت عليهم بذلك أيمان البيعة ودفعت إلى كل رجل منهم عهده بولايته وأمرتهم بالمسير إلى كور أعمالهم على
(٥١٩)