ليس بانسان من أسدى إليه معروف فنسيه دون الموت وقال الفضل بن الربيع سمعت المنصور يقول كانت العرب تقول الغوى الفادح خير من الري الفاضح وذكر عن أبان بن يزيد العنبري أن الهيثم القارئ البصري قرأ عند المنصور " ولا تبذر تبذيرا " إلى آخر الآية فقال له المنصور وجعل يدعو اللهم جنبني وبنى التبذير فيما أنعمت به علينا من عطيتك قال وقرأ الهيثم عنده " الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل " فقال الناس لولا إن الأموال حصن السلطان ودعامة للدين والدنيا وعزهما وزينهما ما بت ليلة وأنا أحرز منه دينارا ولا درهما لما أجد لبذل المال من اللذاذة ولما أعلم في اعطائه من جزيل المثوبة ودخل على المنصور رجل من أهل العلم فازدراه واقتحمته عينه فجعل لا يسأله عن شئ إلا وجد عنده فقال له أنى لك هذا العلم قال لم أبخل بعلم علمته ولم أستح من علم أتعلمه قال فمن هناك قال وكان المنصور كثيرا ما يقول من فعل بغير تدبير وقال عن غير تقدير لم يعدم من الناس هازئا أو لا حيا وذكر عن قحطبة قال سمعت المنصور يقول الملوك تحتمل كل شئ من أصحابها إلا ثلاثا افشاء السر والتعرض للحرمة والقدح في الملك وذكر علي بن محمد أن المنصور كان يقول سرك من دمك فانظر من تملكه وذكر الزبير بن بكار عن عمر قال لما حمل عبد الجبار بن عبد الرحمن الأزدي إلى المنصور بعد خروجه عليه قال له يا أمير المؤمنين قتلة كريمة قال تركتها وراءك يا ابن اللخناء وذكر عن عمر بن شبة أن قحطبة بن غدانة الجشمي وكان من الصحابة قال سمعت أبا جعفر المنصور يخطب بمدينة السلام سنة 152 فقال يا عباد الله لا تظالموا فإنها مظلمة يوم القيامة والله لولا يد خاطئة وظلم ظالم لمشيت بين أظهركم في أسواقكم ولو علمت مكان من هو أحق بهذا الامر منى لأتيته حتى أدفعه إليه وذكر إسحاق الموصلي عن النضر ابن حديد قال حدثني بعض الصحابة أن المنصور كان يقول عقوبة الحليم التعريض وعقوبة السفيه التصريح وذكر أحمد بن خالد قال حدثني يحيى بن أبي نصر القرشي أن أبان القارئ قرأ عند المنصور " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها
(٣٣٠)