130 ونصر نازل في قرية من قرى قومس يقال لها بذش ونزل من كان معه من قيس في قرية يقال لها الميدان وكتب نصر إلى ابن هبيرة يستمده وهو بواسط مع ناس من وجوه أهل خراسان يعظم الامر عليه فحبس ابن هبيرة رسله فكتب نصر إلى مروان إني وجهت إلى ابن هبيرة قوما من وجوه أهل خراسان ليعلموه أمر الناس من قبلنا وسألته المدد فاحتبس رسلي ولم يمدني بأحد وإنما أنا بمنزلة من أخرج من بيته إلى حجرته ثم أخرج من حجرته إلى داره ثم أخرج من داره إلى فناء داره فإن أدركه من يعينه فعسى أن يعود إلى داره وتبقى له وإن أخرج من داره إلى الطريق فلا دار له ولا فناء فكتب مروان إلى ابن هبيرة يأمره أن يمد نصرا وكتب إلى نصر يعلمه ذلك وكتب إلى ابن هبيرة مع خالد مولى بنى ليث يسأله أن يعجل إليه الجند فإن أهل خراسان قد كذبتهم حتى ما رجل منهم يصدق لي قولا فأمدني بعشرة آلاف قبل أن تمدني بمائة ألف ثم لا تغنى شيئا (وحج) في هذه السنة بالناس محمد بن عبد الملك ابن مروان كذلك حدثني أحمد بن ثابت عمن ذكره حدثه عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر وكانت إليه مكة والمدينة والطائف وكان فيها العراق إلى يزيد بن عمر ابن هبيرة وكان على قضاء الكوفة الحجاج بن عاصم المحاربي وكان على قضاء البصرة عباد بن منصور وعلى خراسان نصر بن سيار والامر بخراسان على ما ذكرت ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين ومائة ذكر ما كان فيها من الاحداث فمما كان فيها من ذلك توجيه قحطبة ابنه الحسن إلى نصر وهو بقومس فذكر علي بن محمد أن زهير بن هنيد والحسن بن رشيد وجبلة بن فروخ التاجي قالوا لما قتل نباتة ارتحل نصر بن سيار من بذش ودخل خوار وأميرها أبو بكر العقيلي ووجه قحطبة ابنه الحسن إلى قومس في المحرم سنة 131 ثم وجه قحطبة أبا كامل وأبا القاسم محرز بن إبراهيم وأبا العباس المروزي إلى الحسن في سبعمائة فلما كانوا قريبا منه انحاز أبو كامل وترك عسكره وأتى نصرا فصار معه وأعلمه مكان القائد
(٦٣)