وذمم المؤمنين والمسلمين وكل مال هو اليوم لكل رجل منكم أو يستفيده إلى خمسين سنة فهو صدقة على المساكين وعلى كل رجل منكم المشي إلى بيت الله الحرام الذي بمكة خمسين حجة نذرا واجبا لا يقبل الله منه إلا الوفاء بذلك وكل مملوك لاحد منكم أو يملكه فيما يستقبل إلى خمسين سنة حر وكل امرأة له فهي طالق ثلاثا البتة طلاق الحرج لا مثنوية فيها والله عليكم بذلك كفيل وراع وكفى بالله حسيبا نسخة الشرط الذي كتب عبد الله ابن أمير المؤمنين بخط يده في الكعبة هذا كتاب لعبد الله هارون أمير المؤمنين كتبه له عبد الله بن هارون أمير المؤمنين في صحة من عقله وجواز من أمره وصدق نية فيما كتب في كتابه هذا ومعرفة بما فيه من الفضل والصلاح له ولأهل بيته وجماعة المسلمين إن أمير المؤمنين هارون ولانى العهد والخلافة وجميع أمور المسلمين في سلطانه بعد أخي محمد بن هارون وولاني في حياته ثغور خراسان وكورها وجميع أعمالها وشرط على محمد بن هارون الوفاء بما عقد لي من الخلافة وولاية أمور العباد والبلاد بعده وولاية خراسان وجميع أعمالها ولا يعرض لي في شئ مما أقطعني أمير المؤمنين وابتاع لي من الضياع والعقد والرباع وابتعت منه من ذلك وما أعطاني أمير المؤمنين من الأموال والجوهر والكساء والمتاع والدواب والرقيق وغير ذلك ولا يعرض لي ولا لاحد من عمالي وكتابي بسبب محاسبة ولا يتبع لي في ذلك ولا لاحد منهم أبدا ولا يدخل على ولا عليهم ولا على من كان معي ومن استعنت به من جميع الناس مكروها في نفس ولا دم ولا شعر ولا بشر ولا مال ولا صغير من الأمور ولا كبير فأجابه إلى ذلك وأقربه وكتب له كتابا أكد فيه على نفسه ورضى به أمير المؤمنين هارون وقبله وعرف صدق نيته فيه فشرطت لأمير المؤمنين وجعلت له على نفسي أن أسمع لمحمد وأطيع ولا أعصيه وأنصحه ولا أغشه وأوفى ببيعته وولايته ولا أغدر ولا أنكث وأنفذ كتبه وأموره وأحسن موازرته وجهاد عدوه في ناحيتي ما وفى لي بما شرط
(٤٧٩)