نستكفك أمور الوحش سلم ما كنت تلى من عملنا إلى فلان بن فلان والحق بأهلك ملوما مدحورا * وذكر الربيع أنه قال أدخل على المنصور سهيل بن سالم البصري وقد ولى عملا فعزل فأمر بحبسه واستئدائه فقال سهيل عبدك يا أمير المؤمنين قال بئس العبد أنت قال لكنك يا أمير المؤمنين نعم المولى قال أمالك فلا قال وذكر عن الفضل بن الربيع عن أبيه أنه قال بينا أنا قائم بين يدي المنصور أو على رأسه إذ أتى بخارجي قد هزم له جيوشا فأقامه ليضرب عنقه ثم اقتحمته عينه فقال يا ابن الفاعلة مثلك يهزم الجيوش فقال له الخارجي ويلك وسوءة لك بيني وبينك أمس السيف والقتل واليوم القذف والسب وما كان يؤمنك أن أرد عليك وقد يئست من الحياة فلا تستقيلها أبدا قال فاستحيى منه المنصور وأطلقه فما رأى له وجها حولا * ذكر عبد الله بن عمرو الملحي أن هارون بن محمد بن إسماعيل بن موسى الهادي قال حدثني عبد الله بن محمد بن أبي أيوب المكي عن أبيه قال حدثني عمارة بن حمزة قال كنت عند المنصور فانصرفت من عنده في وقت انتصاف النهار وبعد أن بايع الناس للمهدى فجاءني المهدى في وقت انصرافي فقال لي قد بلغني أن أبى قد عزم أن يبايع لجعفر أخي وأعطى الله عهدا لئن فعل لأقتلنه فمضيت من فورى إلى أمير المؤمنين فقلت هذا أمر لا يؤخر فقال الحاجب الساعة خرجت قلت أمر حدث فأذن لي فدخلت إليه فقال لي هيه يا عمارة ما جاء بك قلت أمر حدث يا أمير المؤمنين أريد أن أذكره قال فأنا أخبرك به قبل أن تخبرني جاءك المهدى فقال كيت وكيت قلت والله يا أمير المؤمنين لكأنك حاضر ثالثنا قال قل له نحن أشفق عليه من أن نعرضه لك * وذكر عن أحمد بن يوسف بن القاسم قال سمعت إبراهيم بن صالح يقول كنا في مجلس ننتظر الاذن فيه على المنصور فتذاكرنا الحجاج فمنا من حمده ومنا من ذمه فكان ممن حمده معن بن زائدة وممن ذمه الحسن بن زيد ثم أذن لنا فدخلنا على المنصور فانبرى الحسن بن زيد فقال يا أمير المؤمنين ما كنت أحسبني أبقى حتى يذكر الحجاج في دارك وعلى بساطك فيثنى عليه فقال أبو جعفر وما استنكرت من
(٣١٤)