على محمد بن نباتة وأصحابه فيقتل منهم المائة والمائتين وبعث سلمة إلى قحطبة يستمده فأمده بقواده جميعا ثم عبر قحطبة بفرسانه وأمر كل فارس أن يردف رجلا وذلك ليلة الخميس لليال خلون من المحرم ثم واقع قحطبة محمد بن نباتة ومن معه فاقتتلوا قتالا شديدا فهزمهم قحطبة حتى ألحقهم بابن هبيرة وانهزم ابن هبيرة بهزيمة ابن نباتة وخلوا عسكرهم وما فيه من الأموال والسلاح والزينة والآنية وغير ذلك ومضت بهم الهزيمة حتى قطعوا جسر الصراة وساروا ليلتهم حتى أصبحوا بفم النيل وأصبح أصحاب قحطبة وقد فقدوه فلم يزالوا في رجاء منه إلى نصف النهار ثم يئسوا منه وعلموا بغرقه فأجمع القواد على الحسن بن قحطبة فولوه الامر وبايعوه فقام بالامر وتولاه وأمر بإحصاء ما في عسكر ابن هبيرة ووكل بذلك رجلا من أهل خراسان يكنى أبا النصر في مائتي فارس وأمر بحمل الغنائم في السفن إلى الكوفة ثم ارتحل الحسن بالجنود حتى نزل كربلاء ثم ارتحل فنزل سورا ثم نزل بعدها دير الأعور ثم سار منها فنزل العباسية وبلغ حوثرة هزيمة ابن هبيرة فخرج بمن معه حتى لحق بابن هبيرة بواسط وكان سبب قتل قحطبة فيما قال هؤلاء أن أحلم بن إبراهيم بن بسام مولى بنى ليث قال لما رأيت قحطبة في الفرات وقد سبحت به دابته حتى كادت تعبر به من الجانب الذي كنت فيه أنا وبسام بن إبراهيم أخي وكان بسام على مقدمة قحطبة فذكرت من قتل من ولد نصر بن سيار وأشياء ذكرتها منه وقد أشفقت على أخي بسام بن إبراهيم لشئ بلغه عنه فقلت لا طلبت بثار أبدا إن نجوت الليلة قال فأتلقاه وقد صعدت به دابته لتخرج من الفرات وأنا على الشط فضربته بالسيف على جبينه فوثب فرسه وأعجله الموت فذهب في الفرات بسلاحه ثم أخبر ابن حصين السعدي بعد موت أحلم بن إبراهيم بمثل ذلك وقال لولا أنه أقر بذلك عند موته ما أخبرت عنه بشئ (وفى هذه السنة) خرج محمد بن خالد بالكوفة وسود قبل ان يدخلها الحسن بن قحطبة وخرج عنها عامل ابن هبيرة ثم دخلها الحسن
(٧٤)