خلافة الهادي (وفى هذه السنة) بويع لموسى بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس بالخلافة يوم توفى المهدى وهو مقيم بجرجان يحارب أهل طبرستان وكانت وفاة المهدى بماسبذان ومعه ابنه هارون ومولاه الربيع ببغداد خلفه بها فذكر أن الموالى والقواد لما توفى المهدى اجتمعوا إلى ابنه هارون وقالوا له إن علم الجند بوفاة المهدى لم تأمن الشغب والرأي أن يحمل وتنادى في الجند بالقفل حتى تواريه ببغداد فقال هارون ادعوا إلى أبى يحيى بن خالد البرمكي وكان المهدى ولى هارون المغرب كله من الأنبار إلى إفريقية وأمر يحيى بن خالد أن يتولى ذلك فكانت إليه أعماله ودواوينه يقوم بها ويخلفه على ما يتولى منها إلى أن توفى قال فصار يحيى بن خالد إلى هارون فقال له يا أبت ما تقول فيما يقول عمر بن بزيع ونصير والمفضل قال وما قالوا فأخبره قال ما أرى ذلك قال ولم قال لان هذا ما لا يخفى ولا آمن إذا علم الجند أن يتعلقوا بمحمله ويقولوا لا نخليه حتى نعطى لثلاث سنين وأكثر ويتحكموا ويشتطوا ولكن أرى أن يوارى رحمه الله ههنا وتوجه نصيرا إلى أمير المؤمنين الهادي بالخاتم والقضيب والتهئة والتعزية فان البريد إلى نصير فلا ينكر خروجه أحدا إذ كان على بريد الناحية وأن تأمر لمن معك من الجند بجوائز مائتين مائتين وتنادى فيهم بالقفول فإنهم إذا قبضوا الدراهم لم تكن لهم همة سوى أهاليهم وأوطانهم ولا عرجة على شئ دون بغداد قال ففعل ذلك وقال الجند لما قبضوا الدراهم بغداد بغداد بتبادرون إليها ويبعثون على الخروج من ماسبذان فلما وافوا بغداد وعلموا خبر الخليفة ساروا إلى باب الربيع فأحرقوه وطالبوا بالأرزاق وضجوا وقدم هارون بغداد فبعثت الخيرزان إلى الربيع والى يحيى بن خالد تشاورهما في ذلك فأما الربيع فدخل عليها وأما يحيى فلم يفعل ذلك لعله بشدة غيرة موسى قال وجمعت الأموال حتى أعطى الجند لسنتين فسكتوا وبلغ الخبر الهادي فكتب إلى الربيع كتابا يتوعده فيه
(٤٠٦)